مخاطر جديدة.. الأمطار والعواصف تهدد مئات الآلاف من سكان غزة في المخيمات
تهدد الأمطار والعواصف مئات الآلاف من سكان غزة في المخيمات
وصلت أمطار الشتاء أخيرًا إلى غزة، مما جلب تحديات جديدة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين عانوا بالفعل خلال ستة أسابيع من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
عاصفة رعدية
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه بعد خريف دافئ وجاف، اندلعت عاصفة رعدية في البحر الأبيض المتوسط عبر الشريط الذي يبلغ طوله 25 ميلاً في 7 أميال (41 كم × 12 كم) في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء، حيث جرف المطر غبار الركام الرمادي الناتج عن الغارات الجوية والذي علق بالمباني في كل حي، وتناثر الدخان والنيران الناجمة عن القصف الأخير الذي وقع خلال الليل.
وتابعت أن استهلاك المياه في غزة انخفض بنسبة 90% منذ بدء الصراع، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، وهرعت العديد من العائلات إلى الخارج للاستمتاع بفترة راحة من الرطوبة غير الموسمية.
وقال غسان أبو ستة، الجراح الفلسطيني البريطاني، في منشور على موقع X: “أزال الدخان من الهواء وكانت السماء جميلة… اليوم يوم جديد”.
أزمة جديدة
وأكدت الصحيفة أنه سرعان ما تبددت الراحة الأولية مع هطول الأمطار، حيث بدأ الأطفال يرتجفون بملابس مبللة، في حين غمرت المياه أماكن الإقامة المؤقتة وتحولت الطرق والأراضي المفتوحة إلى طين.
وتابعت أن التقديرات تشير إلى أن ثلثَيْ سكان غزة فروا من منازلهم بسبب القصف المكثف من قِبل القوات الإسرائيلية والغزو البري المستمر منذ ثلاثة أسابيع والذي أدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 11,200 شخص، وفقًا لوزارة الصحة المحلية التي تديرها حماس.
وقال صالح العمران، من مدينة دير البلح وسط البلاد، والذي نقل عائلته إلى منزل أخت زوجته بعد أن تضرر منزلهم: "استمتع أطفالي بالمطر في البداية، وخرجت ابنتي لتغسل شعرها". بغارة جوية. "ليس لدينا أي وسيلة لتدفئة المنزل. وأضاف: "الطقس أصبح باردا".
وأضافت أن ما يقدر بنحو 600 ألف شخص لجؤوا إلى المدارس والمباني العامة الأخرى في النصف الجنوبي من غزة بعد فرارهم عندما أمر الجيش الإسرائيلي أولئك الذين يعيشون في الجزء الشمالي من القطاع بالانتقال جنوباً إلى "مناطق آمنة". ولا تزال هذه المناطق تتعرض للقصف.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الثلاثاء إنها تواجه صعوبات في توفير الخدمات الأساسية. وقالت الوكالة إن إمدادات الوقود قد تنفد بحلول يوم الأربعاء، مما سيؤدي إلى وقف معظم عمليات الإغاثة وإمدادات الغذاء والدواء عبر معبر رفح المصري، وهو الرابط الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي.
كفاح جديد في غزة
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فقد كافح السكان في مخيم خارج مستشفى في دير البلح يوم الثلاثاء لشق طريقهم عبر الظروف الموحلة حيث قاموا بتمديد الأغطية البلاستيكية فوق الخيام الواهية.
وقالت إقبال أبو السعود، التي فرت من مدينة غزة مع 30 من أقاربها: "لقد انهارت كل هذه الخيام بسبب المطر". "كم يوماً سيتعين علينا التعامل مع هذا؟".
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، للصحفيين في جنيف: إن انقطاع ضخ مياه الصرف الصحي ونقص المياه تسببا بالفعل في زيادة الأمراض المنقولة بالمياه والالتهابات البكتيرية والإسهال بين الرضع. وأضافت: "المطر لن يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة".
ومن المتوقع حدوث المزيد من العواصف خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك مع انخفاض درجات الحرارة إلى 17 درجة مئوية وبَدْء فصل الشتاء. ومن المرجح أيضًا أن يؤثر الطقس على القتال حيث يعيق الطين حركة الأسلحة الإسرائيلية.
وقال رجل في ملجأ للأمم المتحدة لقناة الجزيرة: إن الوضع الإنساني أصبح أكثر إلحاحاً، مضيفاً: "إذا لم يمت أطفالنا من الحرب، فسوف يموتون من برد الشتاء والجوع".