مناورة أم ورقة ضغط.. هل تؤزم الهجرة غير الشرعية العلاقات المغربية الإسبانية؟
ظهرت أزمة بين المغرب وإسبانيا بسبب الهجرة غير الشرعية
خلافات وأزمات تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية، في أعقاب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، والذي تتهمه الرباط بارتكاب جرائم حرب خطيرة تشمل الإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتورط في عمليات اختفاء قسري.
دواع إنسانية بحتة
وبررت السلطات الإسبانية استقبال زعيم البوليساريو على أراضيها بوثيقة سفر مزورة، بأنه يأتي في إطار دواع إنسانية بحتة، مشيرة إلى أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تشكل ذريعة لتقاعس القضاء الإسباني.
تعميق الخلاف الدبلوماسي
ولطالما كان ملف الصحراء الغربية والهجرة غير الشرعية، الأبرز ضمن الخلافات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، حيث تستغل إسبانيا ملف الصحراء كورقة ضغط كلما طالبت المغرب بإنهاء استعمار مدريد لمدينة سبتة، فيما تصدر المغرب أزمة الهجرة غير الشرعية لإسبانيا للتذكير بمغربية المدينة المستعمرة.
زيادة قياسية بالمهاجرين غير الشرعيين
لم يكن اقتحام ما يقرب من 8000 مهاجر غير شرعي جيب سبتة، الحادث الأول من نوعه الذي تشهده المدينة الخاضعة للإدارة الإسبانية في شمال المغرب، حيث تعكر العلاقات المغربية الإسبانية العديد من خلافات في عدد من الملفات.
غزو وإخفاق في تأمين الحدود
ومن جانبه، وصف رئيس مدينة سبتة وان خيسوس فيفاس، عملية الهجرة غير الشرعية بأنها بمثابة الغزو، متهمًا السلطات المغربية بالإخفاق في حراسة جانبها من الحدود.
تدهور الأوضاع الأمنية
قال حميد بلغيت أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط: إن تدهور الأوضاع الأمنية على المستوى الإقليمي، وفي ليبيا أساسا وعدد من دول الصحراء الكبرى، تسبب بتزايد نشاط شبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين من دول جنوب الصحراء إلى شمال إفريقيا وخاصة إلى المغرب، ثم إلى أوروبا.
بيئة جاذبة للهجرة
وأضاف "بلغيت"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن اعتماد المغرب سياسة وطنية جديدة للهجرة واللجوء، وفر بيئة جاذبة وآمنة للهجرة إلى المغرب سواء من أجل الاستقرار أو عبور البحر المتوسط إلى أوروبا.
سبب تزايد التدفقات الهجروية
وتابع أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ضعف مردودية الدعم الأوروبي لتدبير الهجرة وارتفاع تكلفة ضبط الحدود وحراستها جراء تزايد التدفقات الهجروية، ساهم في تفاقم بعض مظاهر الأزمة الاجتماعية في أقاليم الشمال.
أزمة دبلوماسية
وأوضح قائلًا: إن "الأزمة الراهنة ليست أزمة هجرة، بل هي أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، تتم إدارتها بملفات أخرى من ضمنها ملف الهجرة".
الجدير بالذكر أنه في ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، قررت السلطات المغربية، إغلاق المعبرين التجاريين مع مدينتي سبتة ومليلية، واللذان يعدان بمثابة منفذ لدخول السلع المهربة، والذي تعتبره المغرب يضر باقتصادها المحلي.
وتقع مدينة سبتة، والتي يبلغ عدد سكانها 85 ألف نسمة على البحر المتوسط حيث يفصلها عن المغرب سياج مزدوج يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، وتقارب مساحتها 20 كيلومترًا مربعًا.