واشنطن بوست تكشف كواليس انهيار محور المقاومة الإيراني في سوريا والشرق الأوسط

واشنطن بوست تكشف كواليس انهيار محور المقاومة الإيراني في سوريا والشرق الأوسط

واشنطن بوست تكشف كواليس انهيار محور المقاومة الإيراني في سوريا والشرق الأوسط
سقوط بشار الأسد

في تطور غير مسبوق، أدى السقوط السريع للرئيس السوري بشار الأسد، بالتزامن مع الخسائر الكارثية التي تكبدها "حزب الله"، إلى توجيه ضربة موجعة لما يُعرف بـ"محور المقاومة"، الذي يعد ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الإيرانية التي بُنيت على مدى عقود، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

انهيار النفوذ الإيراني


أنفقت إيران موارد هائلة من الأموال والجهود العسكرية لدعم نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 13 عامًا. 
ومع ذلك، جاءت النتيجة كارثية بالنسبة لطهران، حيث فقدت حليفها الرئيسي في المنطقة، وشهدت تراجعًا كبيرًا في قدرتها على إسقاط قوتها الإقليمية.

وتابعت الصحيفة، أن "حزب الله"، الذي كان يُعتبر أحد أقوى الميليشيات في المنطقة، تعرض لهزيمة قاسية الشهر الماضي، وكان يعتمد على الدعم الإيراني لإعادة بناء قوته، بعد اغتيال إسرائيل لكافة قياداته.

اعترف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، بأن "محور المقاومة" واجه عامًا صعبً، قائلاً: "لم يكن أحد يتوقع أن يكون المحور بهذا القدر من القوة".

وقال دبلوماسي غربي - طلب عدم الكشف عن هويته-: "بدون سوريا، قد ينهار المحور بأكمله".

انتقادات داخلية في إيران


وأفادت الصحيفة، بأن داخل إيران، أثار سقوط الأسد انتقادات حادة لسياسات طهران، حتى المؤيدون شككوا في جدوى إنفاق مليارات الدولارات على شبكة انهارت بسرعة.

وكتب السياسي الإيراني السابق هشمت الله فلاحت بيشه على منصة "إكس": "لم يعد لأحد الحق في إنفاق أموال الأمة للحفاظ على شبكة عنكبوتية".

ويرى الخبراء، أن اعتماد إيران على وكلائها الإقليميين أصبح عبئًا أكثر من كونه أداة فعالة، حيث قالت ماريا لويزا فانتابي، رئيسة برنامج الشرق الأوسط في المعهد الدولي للشؤون الدولية بروما: "الوكلاء أصبحوا عبئًا وليسوا أصولًا استراتيجية".

وعندما سيطرت "هيئة تحرير الشام" على مدينة حلب، زار عراقجي الأسد في دمشق لتعزيز الدعم، ولكن مع استمرار تقدم المعارضة، تحول قلق إيران إلى ذعر. وصرح عراقجي بأن سرعة انهيار الجيش السوري صدمت حتى الأسد نفسه.

كما زار عراقجي بغداد لحشد الدعم من الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية، إلا إن العراق رفض إرسال قوات لدعم الأسد.

وقال مسؤول عراقي: إن "عراقجي غادر بغداد محبطًا" بعد أن أدرك أن الدعم المتوقع لن يأتي.

إخلاء عاجل للقوات الإيرانية


وأضافت الصحيفة، مع سقوط دمشق، أمرت إيران بإجلاء موظفيها العسكريين والدبلوماسيين، في إشارة إلى تراجعها بعد أربعين عامًا من التحالف مع الأسد.

وحاول البعض الهروب عبر الطائرات من مطار دمشق، بينما لجأ آخرون إلى الطرق البرية باتجاه لبنان والعراق.

داخل إيران، دعا البعض القيادة إلى استخلاص الدروس من سقوط الأسد، حيث كتب عبد الرضا داوري، المستشار السابق للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد: "الحليف الرئيسي لكل حكومة هو شعبها، رضا الشعب هو الشرط الأساسي لبقائها في مواجهة التحديات الخارجية".