على هامش قمة بريكس.. الشيخ محمد بن زايد يحمل رسالة السلام في روسيا
على هامش قمة بريكس.. الشيخ محمد بن زايد يحمل رسالة السلام في روسيا
وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مدينة قازان الروسية، صباح اليوم الأربعاء؛ للمشاركة في قمة قادة مجموعة البريكس الـ 16، حيث تستمر القمة حتى غد الخميس، ويعد اجتماع هذا العام هو الأول الذي تحضره دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد انضمامها إلى المنظمة في بداية العام، وقبل انطلاق القمة، عقد الشيخ محمد مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي، عكست الدور الإماراتي المحوري في حربي روسيا وأوكرانيا، وإسرائيل على قطاع غزة، ودفع باتجاه السلام وتعزيز الحلول الدبلوماسية، حيث تعد الإمارات من الدول الوسيطة في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
تعزيز التعددية
وذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أن القمة التي تعقد تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، تجمع زعماء وحكومات العديد من دول مجموعة البريكس، إلى جانب ممثلي الدول المدعوة.
وتابعت، أن البريكس هي مجموعة حكومية دولية تضم "الاقتصادات الناشئة" بما في ذلك البرازيل والصين ومصر وإثيوبيا والهند وإيران وروسيا وجنوب إفريقيا والإمارات العربية المتحدة.
ووصل الشيخ محمد إلى روسيا، يوم الأحد، في زيارة رسمية شملت محادثات رفيعة المستوى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن.
علاقات ثنائية
وبحسب الوكالة الدولية، فقد أشاد بوتن بالعلاقات القوية بين روسيا والإمارات العربية المتحدة خلال محادثاته مع الشيخ محمد بن زايد، وشكره على الدور الذي لعبته البلاد في التوسط في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وقال الشيخ محمد بن زايد: إن تعاون روسيا كان عاملاً رئيسياً في ضمان نجاح القمة، وأكد التزام الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ مثل هذه "المساعي الإنسانية".
كما استعرض القادة الوضع في الشرق الأوسط، حيث أكد الشيخ محمد على الحاجة الملحة لمنع المزيد من تصعيد الصراع الإقليمي وكرر الدعوة إلى "السلام العادل والدائم والشامل القائم على حل الدولتين".
كما حضر الشيخ محمد وبوتين افتتاح مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم في مدرسة بريماكوف في موسكو، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعليم.
مساع إماراتية
وذكرت مجلة "أتاتلاير" الإسبانية، أن الشيخ محمد بن زايد التقى بوتين، في مسعى للتوصل إلى حل للنزاعين القائمين في كل من أوكرانيا والشرق الأوسط، قبل الانتخابات الأمريكية المزمع عقدها في 5 نوفمبر، خشية أن يؤدي فوز دونالد ترامب إلى تغيير جذري في المشهد السياسي.
وتابعت، أنه في الاجتماع الذي جرى بين الرئيسين، كان موضوع النزاع بين روسيا وأوكرانيا، الذي يقترب من دخول عامه الثالث، بالإضافة إلى التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة، هو المحور الرئيسي للنقاش.
وأشار الطرفان إلى أن النزاع الأخير يؤثر بشكل مباشر على العديد من دول المنطقة، مما يضاعف من تعقيد الوضع الإقليمي.
دور محوري
وأشارت المجلة، أنه بصفتها دولة محايدة في النزاع، لعبت الإمارات دوراً محورياً في تبادل 190 أسير حرب بين روسيا وأوكرانيا، كان من بينهم 95 أسيرًا في أحدث عملية تبادل.
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات ستواصل دعم جهود التبادل الإنساني، مشيرًا إلى أهمية هذه الخطوات في تقريب الحلول السلمية بين الأطراف المتنازعة.
وقال الشيخ محمد بن زايد: "علينا مواصلة الجهود في هذا الجانب الإنساني المهم"، مسلطًا الضوء على ضرورة تسريع الحلول الإنسانية كجزء من جهود تسوية النزاع.
مبادرة إماراتية
وأكدت المجلة الإسبانية، أن الشيخ محمد بن زايد يحمل خلال زيارته لروسيا، مبادرة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قد يمهد الطريق لفتح قنوات التفاوض بين الأطراف المتنازعة، وذلك قبل الانتخابات الأمريكية التي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى تقدم ترامب بفارق 7 نقاط عن المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس.
وتهدف هذه الحلول إلى إرضاء جميع الأطراف المعنية، لا سيما في النزاعات التي تؤثر على المنطقة.
وفيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، أكد الشيخ محمد بن زايد خلال زيارته إلى موسكو على ضرورة إيجاد حلول تضمن "سلامًا عادلًا ودائمًا" يستند إلى حل الدولتين.
ودعا إلى ضرورة توفير "أفق سياسي واضح" للحلول المستدامة التي ستفرض في النهاية على النزاع، مشددًا على أن "تحقيق الاستقرار في المنطقة هو الهدف الأسمى".