اضطرابات بعد تشكيل الحكومة التونسية.. سياسيون: قلق ومخاوف داخل حركة النهضة

شكلت تونس الحكومة الجديدة والتي أثارت خوف الإخوان

اضطرابات بعد تشكيل الحكومة التونسية.. سياسيون: قلق ومخاوف داخل حركة النهضة
صورة أرشيفية

حالة من القلق والاضطرابات الشديدة داخل حركة النهضة التونسية الممثل السياسي لتنظيم الإخوان في تونس، بعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، التي  أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس التونسي في قصر قرطاج الرئاسي، وكانت بمثابة الضربة القاضية للإخوان، وخاصة أنها حكومة تسعى لتطهير مؤسسات الدولة التونسية من تبعات حكم الإخوان الفاشل، وهو ما أشار إليه خطاب تنصيب الوزراء الذي ألقاه رئيس الجمهورية، فور أداء اليمين الدستورية، في المقابل لاقي تشكيل الحكومة التونسية ترحيباً كبيراً من الشارع التونسي. 

ترحيب تونسي بالحكومة الجديدة

ورحَّب الاتحاد العامّ للشغل في تونس بإعلان حكومة جديدة ودعا إلى حوار تشاركي ووضع سقف زمني للإجراءات الاستثنائية.


وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري: إن "هناك العديد من التحديات المطروحة على المدى القصير على الحكومة الجديدة التي تقودها نجلاء بودن، موضحا أن من أبرز هذه التحديات إعادة التوازن للمالية العمومية في ظل ارتفاع عجز الموازنة ووجود حاجة ماسَّة لتعبئة موارد مالية جديدة".

وأوضح الطاهري بأن تشكيل الحكومة الجديدة سيساعد على سد الفراغ الحكومي وسيعيد تشغيل دواليب الدولة بعد تعطُّل دام أكثر من شهرين منذ اتخاذ التدابير الاستثنائية في 25 يوليو الماضي من قِبل رئيس الدولة قيس سعيد، مضيفا أنه لا بد من وضع خطة استعجالية من قِبل الحكومة الجديدة في المجالين الصحي والتعليمي باعتبار أنهما يمسان حياة الناس ومستقبلهم خاصة في ظل جائحة كوفيد 19.

ضربة قوية للإخوان

فيما قال السياسي البارز أسامة عويدات، القيادي بحركة الشعب التونسية: إن الحكومة الجديدة في تونس ستعيد ترتيب أولويات العمل في الشارع التونسي، في ظل المعاناة التي كانت في عهد حكومة الإخوان التي كانت تسعى لمصالحها الخاصة على حساب مصالح الشعب التونسي، مؤكدا أن حكومة النهضة السابقة كانت تعمل في الأساس على أولويات حزبية ذات مصلحة انتخابية لخدمة بعض الأجندات أكثر منها أولويات لخدمة الشعب التونسي.

وأضاف القيادي بحركة الشعب التونسية، في تصريح خاص للعرب مباشر،  أن هذه الحكومة تم تشكيلها بعناية، خاصة بعد أن قام الرئيس قيس سعيد بعمل مناقشات منتظمة مع فئات مختلفة من الشعب التونسي وبشكل خاص فئة الشباب حتى يصل للتشكيل الحالي للحكومة، وخاصة أن هذه الحكومة أمام تحديات كثيرة، وأولها المخططات التي تسعى وما زالت حركة النهضة لإفشال المسيرة الديمقراطية في تونس من أجل مصالحها الشخصية.

وتابع عويدات أن ما يميز الحكومة الجديدة هو أنها حكومة غير حزبية ولا تخضع سوى للقانون، لافتا إلى أن الشعب التونسي في حالة ترقب وسعي لنجاح مسيرة الحكومة التونسية، وخاصة أن الشعب التونسي يلتف حول قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو وما تبعها. 

حكومة بلا أحزاب 

فيما قال الكاتب الصحفي التونسي نجم الدين العكاري: إن الحكومة التونسية الجديدة أمام معركة حقيقية في الشارع، وأن هذا التشكيل نراه جيداً للغاية في ظل هذه الفترة الاستثنائية وهى بمثابة ضربة كبرى لجماعة الإخوان الإرهابية التي تعمل من أجل مصالح خاصة على حساب مصالح الشعب.

وأضاف الكاتب التونسي، في تصريح لـ"العرب مباشر" أن حكومة السيدة نجلاء بودن بلا حاضنة حزبية، وهذا هو مصدر قوتها؛ لأنها تستمد ثقلها وشرعيتها من دعم ومساندة الشارع التونسي، ولا يوجد بها طوائف أو مصالح شخصية وهو ما سيكون سبيلاً قوياً لإنجاح مهمة هذه الحكومة في الوقت الحالي، وستنظر في البداية إلى مصالح شعبها على أي حسابات أخرى.