الطائفية وحروب الوكالة.. كيف كشفت الأزمة السورية عن التحديات الإستراتيجية في الشرق الأوسط؟
كشفت الأزمة السورية عن التحديات الإستراتيجية في الشرق الأوسط
تعتبر الطائفية أحد التحديات الإستراتيجية الكبرى التي تواجه الشرق الأوسط، والتي ظهرت وتفاقمت خلال الحرب السورية، والتي أدت إلى تفاقم الانقسامات الإقليمية واستقطاب المنطقة ككل.
الصدع الطائفي في سوريا
وأفادت مجلة "مودرن دبلوماسي" الأميركية، بأنه سيكون من الاختزال أن نتجاهل دور خطوط الصدع الطائفية التي لعبتها في زيادة التوترات الإقليمية، بالنظر إلى مجموعة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والهيكلية التي ساهمت في الإرهاق الإقليمي المعاصر، حيث شهد الصراع السوري تقارب الانقسامات الطائفية والعرقية مع ترسيم الحدود الإقليمية للإقصاء وإحياء المشاعر العرقية. ونتيجة لذلك، أصبح وصول المجتمعات والأفراد إلى السلطة أكثر تشابكًا مع انتماءاتهم الطائفية.
وتابعت أنه علاوة على ذلك، أدت التطورات في المشهد الجيوسياسي والمصالح الاستراتيجية إلى ظهور حروب بالوكالة بين الكتل الكبرى لتعزيز القوة الإقليمية والحفاظ على الهيمنة وقد أدى ذلك إلى زيادة المنافسات الإقليمية وزيادة البلقنة داخل المنطقة بما يتجاوز الفضاء الطائفي.
مواجهات إقليمية في سوريا
وأوضحت المجلة الأميركية أن انتصار التحالف الدولي الذي يتمحور حول سوريا أدى إلى تكثيف المواجهة الإقليمية بين مجموعتين من الدول المتحالفة مع إيران أو المملكة العربية السعودية، ومع انتهاء الحرب السورية، من المتوقع أن تزيد المجموعة العربية خطابها وأفعالها المناهضة لإيران، خاصة في اليمن ولبنان وسوريا والبحرين والعراق، باستخدام أساليب هجومية.
إستراتيجية الشرق الأوسط
وأفادت المجلة الأميركية، بأنه يمكن وصف تاريخ سوريا الحديثة بأنه دورة متكررة تتفاعل فيها سوريا والشرق الأوسط ويؤثر كل منهما على الآخر، وكثيراً ما يتفاعلان مع التدخل الخارجي، وأصبح انتشار الحروب بالوكالة، التي تغذيها مصالح القوى العالمية، هو سمة مميزة للصراعات المعاصرة، كما ازدادت الأهمية الإستراتيجية للحروب بالوكالة وسط الحرب السورية، وأصبح تشكيل تحالفات عبر الحدود بين مختلف الجهات الفاعلة ممارسة شائعة منذ ذلك الحين، لا سيما في الشرق الأوسط.
وتابعت أن الأزمة السورية أصبحت أكثر تعقيدا بسبب اندماج الحروب بالوكالة، والعلاقات بين الدول، والتنافس بين القوى العظمى، والحرب السيبرانية، وكلها تعمل على تغيير النظرة الإقليمية. وقد أدى ذلك إلى خلق بيئة مفتوحة للجميع، حيث تسعى الجهات الفاعلة الخارجية إلى المغامرات العسكرية والإستراتيجيات المتقدمة لتعزيز مصالحها، متجاهلة في كثير من الأحيان العواقب على المنطقة ككل.
وتشير هذه التغييرات إلى تحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة طويلة المدى على المنطقة.