بعد تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.. هل تنجح الوساطة الدولية في حل النزاع؟
تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
مر أكثر من خمسة أشهر منذ اندلاع القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي تلك الفترة، قُتل أكثر من 7 آلاف شخص وشرد ما يقرب من 4 ملايين آخرين، ولا يزال الصراع مستمرا، مع القليل من الأدلة على إحلال السلام في الوقت القريب، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
تضافر دولي
وأفادت شبكة "ذا كونفرزيشن" الأسترالية، بأن الاستقرار في السودان يتطلب جهدا متضافرا من المجتمع الدولي، وحتى الآن، فشلت مجموعة متنوعة من الجهود، ومع ذلك، أعتقد أن تطبيق المزيج الصحيح من التدابير الدولية في الوقت المناسب يمكن أن يمنح السودان فرصة للسلام.
وتابعت أنه كما هو الحال مع الصومال ويوغوسلافيا السابقة، فإن السودان يُعرَف باسم "الدولية" ــ أي النظام السياسي الذي يمر بمرحلة انتقالية من الاستبداد إلى الديمقراطية، والأنظمة الأنقراطية عرضة للصراعات المسلحة.
وأضافت أن السودان شهد نزاعًا مسلحًا كبيرًا في منطقة دارفور الغربية في الفترة من 2003 إلى 2020، وقد أدى النزاع إلى نزوح ملايين السودانيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك أكثر من 40,000 لاجئ يعيشون حالياً في هذا المخيم في ميتشي، تشاد. عبد المنعم عيسى / غيتي إيماجز.
جهود الوساطة
وأوضحت الشبكة أن كلا من تركيا وإثيوبيا ومصر عرضوا التوسط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان، وكذلك فعل الاتحاد الأفريقي، إلى جانب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وهي كتلة تجارية تضم ثماني دول في أفريقيا، واقترحوا كينيا لتكون الوسيط الرئيسي.
وقد أسفرت الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية عن عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في الفترة من 18 إلى 21 يونيو 2023، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاقات ملموسة.
وتابعت الشبكة أن الوساطة الناجحة تتطلب أن يتمتع الوسيط بالنفوذ لتقديم الحوافز للأطراف المتحاربة، وكذلك الحفاظ على الحياد فيما بينها، وهو أمر تتمتع به مصر والإمارات فقط في هذا الملف، ولكن حتى الآن لا تزال كلتا الدولتين تعملان لإيجاد حلول قريبة لوقف القتال، ويبدو أنه يمكن أن يكون ثمة حل في حال تدخلت قوى عظمى دولية أخرى بشكل أكثر جدية.
جهود حفظ السلام
وأوضحت الشبكة الأسترالية، أن حفظ السلام الدولي يمكن أن يكون فعالا في مناطق الصراع، وخاصة عندما يتم توفير الموارد اللازمة لهذه الجهود. غالبًا ما يتم الاستشهاد ببعثات حفظ السلام في ساحل العاج من عام 2004 إلى عام 2017 وفي كرواتيا من عام 1996 إلى عام 1998 على أنها قصص نجاح.
وكانت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، أو UNAMIS، بعثة لحفظ السلام في دارفور من عام 2007 إلى عام 2020 استخدمت الشرطة والقوات لتوفير منطقة عازلة، ولم تحقق المهمات سوى نجاحات جزئية، ويرجع ذلك أساسًا إلى نقص الدعم من حكومة البشير، في عام 2020، بعد انتهاء بعثة الأمم المتحدة في السودان، تم تكليف بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، أو UNITAMS، بمساعدة التحولات السياسية في السودان، ومع ذلك، كانت تفتقر إلى الشرطة أو القوات، وكانت فعاليتها المحتملة موضع خلاف كبير.
مقترحات جديدة
وأفادت الشبكة بأن مراقبي السياسة السودانية وخبراء العلاقات الدولية اقترحوا العديد من الحلول لتحقيق الاستقرار في السودان، ومنع المزيد من الفظائع وحل الصراع في نهاية المطاف، وإرسال قوات حفظ السلام مع القوات والشرطة، وإشراك المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الفظائع، وتنسيق الحوار السياسي بين الجهات الفاعلة الدولية والأطراف المتحاربة.
وتابعت أن أحد الحلول المتكاملة يتمثل في الجمع بين حفظ السلام والوساطة، وهذا يعني تعزيز UNITAMS بالشرطة والقوات من قسم حفظ السلام التابع للأمم المتحدة، مع تشكيل جبهة دبلوماسية موحدة على المستوى الدولي.
وأضافت أن الإجراء قصير المدى لهذه الجبهة الموحدة هو الاستعانة بفريق الوساطة التابع للأمم المتحدة، ومع وجود قائمة من الوسطاء الدوليين ذوي الخبرة، يمكن لفريق الوساطة أن يحاول توفير فرص للحوار السياسي.