الولايات المتحدة تتجاهل انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية في غزة بأسلحة أمريكية
الولايات المتحدة تتجاهل انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية في غزة بأسلحة أمريكية
حدد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية ما يقرب من 500 حادث محتمل لإلحاق الضرر بالمدنيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة باستخدام أسلحة قدمتها الولايات المتحدة، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء آخر بشأن أي منها، وفقًا لثلاثة مصادر، بما في ذلك مسؤول أميركي مطلع على الأمر.
تجاهل أمريكي
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد تم تسجيل الحوادث - التي قد يكون بعضها قد انتهك القانون الإنساني الدولي، وفقًا للمصادر - منذ 7 أكتوبر 2023، عندما بدأت حرب غزة، ويتم جمعها من خلال دليل الاستجابة لحوادث الضرر المدني التابع لوزارة الخارجية (CHIRG)، وهي آلية رسمية لتتبع وتقييم أي إساءة استخدام للأسلحة الأمريكية المنشأ.
جمع مسؤولو وزارة الخارجية الحوادث من مصادر عامة وغير عامة، بما في ذلك التقارير الإعلامية وجماعات المجتمع المدني واتصالات الحكومات الأجنبية.
تتكون الآلية، التي تم إنشاؤها في أغسطس 2023 لتطبيقها على جميع البلدان التي تتلقى أسلحة أمريكية، من ثلاث مراحل: تحليل الحادث، وتقييم تأثير السياسة، والتنسيق بين الإدارات.
وقال مسؤول أمريكي سابق مطلع على الأمر: إن أيًا من حالات غزة لم تصل بعد إلى المرحلة الثالثة من العمل.
وأردف المسؤول السابق: إن الخيارات قد تتراوح بين العمل مع حكومة إسرائيل للمساعدة في تخفيف الضرر، وتعليق تراخيص تصدير الأسلحة الحالية أو حجب الموافقات المستقبلية.
مزاعم أمريكي
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه من المعقول تقييم أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في الصراع، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، قال للصحفيين: إن تقييم الحوادث الفردية كان "عملاً صعبًا للغاية".
وقال ميلر: "نحن نجري هذه التحقيقات، ونجريها بدقة، ونجريها بقوة، لكننا نريد الوصول إلى الإجابة الصحيحة، ومن المهم ألا نقفز إلى نتيجة محددة مسبقًا، وألا نتخطى أيًا من العمل"، مضيفًا أن واشنطن تثير باستمرار مخاوف بشأن إلحاق الضرر بالمدنيين مع إسرائيل.
لطالما قالت إدارة بايدن، إنها لم تقيم بشكل قاطع بعد حادثة انتهكت فيها إسرائيل القانون الإنساني الدولي أثناء عمليتها في غزة.
وقال جون رامينج تشابيل، المستشار القانوني في مركز المدنيين في الصراع: إن إدارة بايدن "أرجأت باستمرار إلى السلطات الإسرائيلية ورفضت إجراء تحقيقاتها الخاصة".
وتابع: "لم تفعل الحكومة الأمريكية ما يكفي للتحقيق في كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المصنعة في الولايات المتحدة والتي يدفع ثمنها دافعو الضرائب الأمريكيون".
مراجعة جديدة
وقال مسؤول أمريكي آخر لوكالة "رويترز" الإخبارية الدولية: إن السفارة الأمريكية في القدس أثارت عددًا من الحوادث مع إسرائيل تحت التوجيه.
وتابع المسؤول: أن العملية لا تنظر فقط إلى الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي ولكن إلى أي حادث يُقتل فيه مدنيون أو يصابون فيه وتورطت فيه أسلحة أمريكية، وتنظر فيما إذا كان من الممكن تجنب ذلك أو الحد منه.
وأشار المسؤول، إلى أن مراجعة الحادث يمكن أن تؤدي إلى توصية بأن الوحدة بحاجة إلى مزيد من التدريب أو معدات مختلفة، فضلاً عن عواقب أكثر شدة.
خضع السلوك العسكري الإسرائيلي لتدقيق متزايد، حيث قتلت قواته أكثر من 43 ألف فلسطيني في غزة، وفقًا للسلطات الصحية في الجيب.