الاعتداء على رموز المعارضة والصحافة.. سياسة أردوغان في تركيا: البلطجة
تحجيم دور المعارضة وتكميم الأفواه وتقييد حرية الرأي والتعبير وطمث حقيقته الفاسدة، هي خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعامل مع منتقديه ومعارضيه، لذلك يلاحقهم طوال الوقت في داخل البلاد وخارجها ليكون آخر ضحاياه؛ هو نائب رئيس حزب المستقبل.
حوادث اعتداء ضد المعارضة بنفس النهج
تعرض نائب رئيس حزب المستقبل التركي، سلجوق أوزداغ، لحادث اعتداء مروع، صباح الجمعة الماضية، أمام منزله في العاصمة أنقرة، حيث هاجمه مجهولون بالبنادق والعصي أثناء ركوبه لسيارته، خضع إثرها لعملية جراحية دقيقة.
وجاء ذلك، بعدما كشف نائب رئيس الإدارات المحلية لحزب المستقبل التركي المعارض، دوغان دمير، أن جميع أعضاء الحزب، بمن فيهم رئيس الحزب أحمد داود أوغلو، تعرضوا للتهديد والابتزاز من قِبل نظام العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان.
وعقب تلك الواقعة، هاجم 3 مجهولين آخرين بالعاصمة التركية أنقرة، صحفي جريدة "يني تشاغ"، أورهان أوغور أوغلو، أثناء ركوبه سيارته الخاصة من أمام منزله أيضا، ليظهر أن النهج نفسه المعتاد في الحادثين، ثم تكرر الأمر نفسه مع المعارض المحامي أفشين هاتيب أوغلو.
وتأتي تلك الحوادث، في الوقت الذي تشهد فيه تركيا حراكا حزبيا، بينها "حزب المستقبل"، للترويج للمشاريع والخطط الخاصة بها، في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023.
نائب أردوغان يدعي
وفي تصريح مثير للجدل، خرج نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، ليدين حوادث الاعتداء على رموز المعارضة والصحفي، وهو ما تسبب في موجة غضب بين أعضاء حزب المستقبل.
وكتب أقطاي، في تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "إنني أدين بشدة الهجمات الشنيعة التي استهدفت السيد سلجوق أوزداغ وأورهان أوغور أوغلو وأفشين هاتيب أوغلو".
وأضاف أن الوزارات والمؤسسات المعنية تبذل قصارى جهدها لتقديم الجناة إلى العدالة، زاعما: "أمتنا لن تسمح أبدًا بتمرير تلك المخططات القذرة التي تستهدف وحدة تركيا".
أردوغان المسؤول
فيما أكدت عدة تقارير تركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو من يقف خلف تلك الحوادث، حيث طلب التعدي علي نائب رئيس حزب المستقبل بالضرب ومحاولة قتله.
وأضافت التقارير أن أردوغان يشن حملة قوية وممنهجة لتصفية معارضيه، وذلك من خلال مرتزقة تابعين له ينفذون تلك الجرائم مقابل الحصول على المال.
بينما تعتبر إدانة نائب أردوغان، أقطاي لهجمات المجهولين على رموز الصحافة والمعارضة هي مجرد محاولة لإبعاد الشك عن الرئيس التركي لعدم كشف حقيقة مخططاته تجاه المعارضة للتخلص منهم وكسر شوكتهم.
رسالة حادة لأردوغان
وفيما يخص تفاصيل الحادث الذي تعرض له نائب رئيس حزب المستقبل، قال أوزداغ، لصحيفة "سوزكو" التركية المعارضة، إن 5 أشخاص مكشوفي الوجه وبأعمار صغيرة هاجموه بالبنادق والعصي أثناء خروجه من المنزل لتأدية صلاة الجمعة، حيث تلقى عدة ضربات بالعصي، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة.
وأضاف أوزداغ أنه أصيب ببعض الكسور في يديه، مؤكدا أن "حادثة الاعتداء منظمة، كنت أفقد الكثير من الدماء ولم أتمكن من اللحاق بهم".
ووجه رسالة للرئيس رجب أردوغان وحليفه زعيم حزب الحركة القومية، بأنه لا يخاف ولن يصمت، مضيفا أن الطريقة التي ينتهجها حزب الحركة القومية لإسكات المعارضين هي الأفعال الإجرامية، واصفا الهجوم الذي تعرض له بأنه عار على الديمقراطية، ساخرا من الإصلاح القانوني الذي أعلنه الرئيس أردوغان.
الإرهاب السياسي
بينما اعتبر أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل، أن الحادثة نوع من أنواع "الإرهاب السياسي"، مؤكدا أن الرئيس أردوغان "مسؤول عن كل التطورات الإيجابية والسلبية في البلاد، ونتوقع منه تفسيرا واضحا".
وأضاف داود أوغلو: "نتوقع تفسيرا للهجوم المسلح اليوم. أين تسجيلات الكاميرا؟ نحن لا نقبل أي عذر. إذا اعتقدوا أننا سوف نتراجع عن الطريق الذي سلكناه فهم مخطئون".