اعترافات صادمة وتورط حزب الله.. أزمة ضخمة بالعراق بسبب قاتل هشام الهاشمي

تورط حزب الله في قتل هشام الهاشمي

اعترافات صادمة وتورط حزب الله.. أزمة ضخمة بالعراق بسبب قاتل هشام الهاشمي
صورة أرشيفية

مفاجآت صادمة حملتها التحقيقات العراقية، عن هوية المتورط باغتيال الباحث الأمني البارز هشام الهاشمي، والتي حولت بغداد لثكنة عسكرية وأشعلت الرأي العام.

تفاصيل مقتل هشام الهاشمي

في 16 يوليو 2020، تم اغتيال المحلل الإستراتيجي العراقي هشام الهاشمي، بدماء باردة، بعد تكرار عمليات الخطف والاغتيال مؤخرا لعدد من الشخصيات والأصوات الوطنية بالبلاد، حيث سبق أن تلقى الهاشمي تهديدات من قبل حزب الله العراقي بسبب مواقفه ضدهم.
 
مَن هو الضابط القاتل؟

يوم الجمعة الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، القبض على القاتل أحمد عويد الكناني، فيما بث التلفزيون الرسمي اعترافاته الكاملة، وتفاصيل جريمة اغتيال الهاشمي، وهو ما أثار غضباً شعبياً واسعاً.

وفجّر الكناني، مفاجأة عندما أعلن أنه ضابط في وزارة الداخلية، برتبة ملازم أول، حيث انتسب إلى السلك العسكري، عام 2007، وتدرج في المناصب، حتى الرتبة الأخيرة "ملازم أول"، وهو من عشيرة كنانة.

ارتبط الكناني بعلاقات قوية مع المجموعات المسلحة، وأشاد في أكثر من مناسبة بالميليشيات، ويضع صورة أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، الذي قتل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد مطلع يناير 2020. 

كما امتلك علاقات قوية مع كتائب حزب الله، الموالية لإيران وكان الهاشمي ينتقدها في كتاباته وتعليقاته على وسائل الإعلام، حيث إن الكناني، وفقًا للبيان الأمني، "ينتمي لمجموعة ضالة خارجة على القانون".

جماعة ضالة

كما تحدث الكناني بقوله إن مركز الانطلاق هي البوعيثة جنوبي العاصمة بغداد، وهي منطقة زراعية مطلة على نهر دجلة، وممتدة على مساحات شاسعة، ومعقل سابق لتنظيم القاعدة، حيث تنشط ميليشيات كتائب حزب الله في تلك المنطقة، ولديها عدد من المواقع المهمة التي تسيطر عليها.

وأكد في اعترافاته أن جماعته الضالة، أومأت إلى شخصية لم يُسمها هي من أعطته الأوامر، وكانت تتابع وتشرف على سير العملية، للتأكد من تنفيذها، كأحد أشكال "الإرهاب المنظم".

التبرؤ من الكناني

عقب تلك الاعترافات المثيرة للجدل التي ولدت غضبًا شعبيًا ضخمًا بالعراق، أعلنت قبيلة كنانة، تبرؤها من القاتل الكناني، إذ أكد الزعيم القبلي عدنان الدنبوس، أنه "باسمي شخصيا ونيابة عن قبيلة كنانة قبيلة التضحيات والبطولات والمواقف الوطنية عبر التاريخ والعصور نعلن البراءة وشجب واستنكار هذا الفعل من المجرم القاتل المدعو (أحمد حمداوي عويد معارج) المدان بارتكابه عملية اغتيال الشهيد هشام الهاشمي".

وأضافت القبيلة: "نعلنها بصراحة وبدون ترد من قول كلمة الحق (كنانة لا يمثلها القتلة والمجرمون)، ونطالب السلطات التنفيذية والقضائية بإنزال أشد العقوبات والقصاص العادل على هذا المجرم ومَن خطط له أمام الشعب وبمكان ارتكابه الجريمة النكراء".

مَن هو هشام الهاشمي؟

كان المحلل السياسي العراقي مهتمًّا في دراسة الجماعات الإسلامية، وامتلك خبرة قوية فيه، ليصبح واحدًا من الخبراء المهمين في العراق بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي 2014، ليذاع صيته أيضًا عالميًّا بين وكالات الأنباء والصحف، لكونه متقنًا للغة الإنجليزية، بجانب تقديمه المشورة للحكومة العراقية.

وكما أصبح عضوًا بالمجلس الاستشاري العراقي، وضيفًا دائمًا على القنوات العالمية، باعتباره محللاً سياسيًّا وإستراتيجيًّا، وخبيرًا أمنيًّا عراقيًّا بالبلاد، وكان لديه اهتمام بتاريخ الحافظ الذهبي، وسبق أن تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن من قِبَل نظام صدام حسين، ثم خرج عام ٢٠٠٢، وبعد غزو العراق عام 2003، وانخرط في الصحافة، بكتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية، ودشن مدونته عن خريطة الجماعات المسلحة في العراق، وأفصح عن أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عملهم.

وعمل مدير برنامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في مركز "آكد" للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، ومستشار أمني لمرصد الحريات الصحفية العراقي، ومستشار أمني لنقابة الصحفيين العراقيين، وعضو فريق مستشارين لجنة تنفيذ ومتابعة المصالحة الوطنية في مكتب رئيس الوزراء، وعضو اللجنة العلمية لمؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب، ومحاضر لمادة مكافحة الإرهاب في الأكاديميات الأمنية، وباحث زائر في مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية، كما عمل الهاشمي مستشارًا بشكل غير رسمي لحكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.

وقبل حوالي 3 أشهر من اغتياله، نشرت قناة "العهد"، التابعة لبعض الفصائل المسلحة، خبرًا عن اغتيال الهاشمي، والذي تم حذفه لاحقًا، ليرد عليه الخبير العراقي حينها، بتعليق "الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين"، ولكنه اعتبر تهديدًا مبطنًا له، ومنذ ذلك، بات الخبر مادة دسمة لوسائل الإعلام، حيث أكدت الصحف العراقية، أنه تم وضع اسم الهاشمي على قوائم الاغتيال لدى تنظيم داعش، الذي تبنت أحد أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال لاحقًا.