فهد الشليمي: الهجوم المحدود بسوريا يكشف خفايا جديدة في نزاع الشرق الأوسط

هجوم محدود.. الباحث السياسي فهد الشليمي يحلل تطورات النزاع في الشرق الأوسط

فهد الشليمي: الهجوم المحدود بسوريا يكشف خفايا جديدة في نزاع الشرق الأوسط
أحداث حلب

تصاعد النزاع في الشرق الأوسط يشهد تطورات متسارعة، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب السورية عام 2024. 


هذه التطورات تأتي في سياق إقليمي متشابك، حيث تتداخل الأطراف الدولية والإقليمية في صراعات متعددة الأبعاد، ما يجعل الأوضاع الميدانية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.


في حلب، شنت الفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا هجومًا محدودًا على مواقع تابعة للنظام السوري، مستغلة حالة الضعف في بعض الجبهات.


 هذا الهجوم، الذي أثار ردود فعل واسعة، لم يكن مجرد تحرك عسكري، بل يحمل أبعادًا سياسية تتعلق بمحاولات إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة. النظام السوري حاول بدوره تصوير الهجوم كتهديد إرهابي لتبرير تصعيده العسكري، بينما يشير مراقبون أن الهدف الحقيقي هو الضغط على النظام للعودة إلى طاولة المفاوضات وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254.

هجوم محدود مكن الفصائل من التوسع 


وقد صرح الباحث السياسي فهد الشليمي، بأن الهجوم الأخير الذي نفذته الفصائل السورية المسلحة يمكن وصفه بأنه هجوم محدود، وقد يكون ردّ فعل على حادثة قصف دار لتحفيظ القرآن.


وأوضح الشليمي، أن الهجوم جرى بدعم أو تنسيق تركي، حيث ركز على مهاجمة نقطة عسكرية ولواء محدد، مشيرًا أن ضعف المقاومة في المنطقة مكّن الفصائل من التوسع مؤقتًا، لكنه استبعد أن يكون الهجوم شاملاً على جميع الجبهات.


وأضاف الشليمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن التدخل الروسي عبر الطيران قد يحول دون استمرار هذا الهجوم أو نجاحه على نطاق أوسع، لافتًا أن الهدف الأساسي هو تأمين مدينة حلب باعتبارها حاجزًا بين قوات النظام وإدلب. وأشار أن الهجوم استغل الوضع الحالي من أجل الضغط على النظام السوري وتوجيه رسائل تحذيرية للميليشيات الولائية المدعومة من إيران، مستفيدًا من حالة الضعف النسبي التي يعاني منها حزب الله.

الهدف من المناورات العسكرية 


وأكد الشليمي، أن الهدف الأكبر من هذه المناورات العسكرية هو دفع النظام السوري للجلوس على طاولة المفاوضات ضمن إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254. 

وأوضح أن هذا القرار يتضمن عددًا من البنود الجوهرية مثل عودة اللاجئين، إصدار عفو شامل، تشكيل حكومة مشتركة، تعديل دستوري، وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية. 

واردف الشليمي تصريحه، بأن التحركات الأخيرة تهدف بشكل أساسي إلى تحريك الموقف السياسي أكثر من تحقيق مكاسب عسكرية طويلة الأمد، مشيرًا أن تمدد الفصائل المسلحة نحو مناطق مثل حمص يبدو مستبعدًا نظرًا لقوة مركزية النظام هناك."

وأضاف الباحث السياسي فهد الشليمي، أن الفصائل السورية المدعومة من تركيا لا تمتلك النية أو القدرة على التوجه نحو حمص أو احتلالها في المرحلة الحالية، مشيرًا إلى وجود تحشيدات كبيرة لقوات النظام ونشاط مكثف للطيران الحربي الذي يعرض أي تقدم لهذه الفصائل لخطر الضربات الجوية. 

وأوضح الشليمي، أن الموقف في الميدان يعتمد بشكل كبير على القرار الروسي، إذ أن التدخل الروسي بكامل ثقله العسكري والطيران قد يغير ميزان القوى بشكل حاسم.

وأشار الشليمي أن النظام السوري يحاول استغلال الوضع الحالي سياسيًا لتشويه صورة الفصائل السورية المسلحة ووسمها بالإرهاب، إلا أنه شدد على أن الغالبية العظمى من المواطنين السوريين في هذه المناطق يرغبون في العودة إلى بيوتهم، ولا توجد مؤشرات على وجود حركات إرهابية قوية أو منظمة. 

وأكد الشليمي، أن الفصائل السورية المسلحة استفادت من دروس معاركها السابقة، خاصة تلك التي وقعت عام 2014، وتركز الآن على تحريك الموقف عسكريًا بهدف تحقيق مكاسب سياسية تؤدي في النهاية إلى دفع النظام السوري للجلوس إلى طاولة التفاوض. 

وأوضح أن الهدف الأساسي لهذه التحركات هو الوصول إلى حل سياسي شامل يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري.