جهاد حرب: تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية
جهاد حرب: تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية
تستمر الأزمة الفلسطينية في التأزم مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تُسجل كل يوم سلسلة من الاعتداءات على المدنيين، والهدم المستمر للمنازل، والسياسات الاستيطانية التي تضعف فرص التوصل إلى حل عادل ومستدام للصراع وتفاقمت هذه الانتهاكات منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة، التي أدت إلى تزايد أعداد الشهداء والجرحى، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية
على مدار الأشهر الأخيرة، تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ حملات عسكرية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، خصوصًا في مدن مثل نابلس وجنين. وتشير التقارير، أن هذه العمليات تشمل اعتقالات جماعية، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، بالإضافة إلى اقتحام المنازل وتدمير الممتلكات.
في قطاع غزة، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على الأحياء السكنية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير المنازل والمرافق الحيوية.
هذه العمليات تأتي في إطار الهجمات الانتقامية ضد فصائل فلسطينية، فيما تؤكد جماعات حقوق الإنسان أن غارات الاحتلال لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، مما يسبب معاناة شديدة للمدنيين الفلسطينيين.
تصاعد الاستيطان
أحد أخطر الانتهاكات التي يواجهها الشعب الفلسطيني هو استمرار توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
في الأشهر الأخيرة، منحت السلطات الإسرائيلية تصاريح لبناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتقع هذه المستوطنات على أراضٍ فلسطينية مُصادرة، مما يعزز الانقسام الجغرافي ويقوض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية متصلة.
الحصار والمعاناة الإنسانية
من جانب آخر، يستمر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا؛ ما أسفر عن تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تحت ظروف قاسية، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء، بالإضافة إلى تدهور شديد في خدمات الصحة والتعليم كما أن قطاع الكهرباء لا يعمل سوى بضع ساعات يوميًا، مما يزيد من معاناة السكان.
ردود الفعل الدولية
على الرغم من الانتقادات الدولية المستمرة للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، إلا إن التفاعلات الدولية لم تترجم إلى إجراءات ملموسة على الأرض وعلى مستوى الأمم المتحدة، تتوالى القرارات المطالبة بوقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة، إلا إن هذه القرارات غالبًا ما تواجه الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.
قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب: إن "التصعيد المستمر في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يشكل تهديدًا خطيرًا للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
ولفت حرب - في تصريح خاص لـ "العرب مباشر "-، أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يواصل سياسة القمع الممنهج ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية.
وأشار حرب، أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والذي يتسارع بشكل ملحوظ، يشكل أحد أبرز المعوقات أمام أي حل سياسي مستقبلي.
وأضاف حرب: "الاستيطان ليس مجرد اعتداء على الأراضي الفلسطينية، بل هو تغيير ديموغرافي يهدف إلى فرض واقع جديد يصعب معه الحديث عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة".
وعن الوضع في قطاع غزة، أكد حرب أن الحصار الإسرائيلي المتواصل قد أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، محذرًا من أن هذه السياسات لا تساهم إلا في مزيد من المعاناة وتغذية مشاعر اليأس بين الفلسطينيين.
"نحن أمام مأساة إنسانية حقيقية، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من انعدام الأمن الغذائي، ونقص في الأدوية، والكهرباء، والتعليم".
كما أشار جهاد حرب، أن الردود الدولية على هذه الانتهاكات ما زالت محدودة، مشيرًا إلى "الجمود السياسي الذي يعاني منه المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية".
وأضاف: "على الرغم من التنديدات الدولية، إلا أن هناك عجزًا في تطبيق هذه القرارات على الأرض بسبب الانحياز الأمريكي لإسرائيل والضغوط السياسية التي تواجهها الدول الكبرى في اتخاذ مواقف حاسمة".
ودعا جهاد حرب إلى ضرورة تكثيف الجهود الفلسطينية في الساحة الدولية للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها غير القانونية وإنهاء الاحتلال.
وأضاف: "لا يمكن للفلسطينيين الاستمرار في هذا الوضع القاسي من دون تحرك جاد، ويجب على المجتمع الدولي أن يلتزم بمسؤولياته في إنهاء الاحتلال وإحلال السلام العادل".