بين المقاطعة والشكاوى الدولية.. مونديال قطر يترنح بالغرب
تعيش قطر أزمات متلاحقة بشأن مونديال كأس العالم
على مدار عدة أعوام، تلاحق قطر أزمات عديدة بشأن المونديال الذي حصلت عليه عبر الرشاوى والانتهاكات، ولكن الحلقة تضيق حول الإمارة الخليجية مع قرب بداية انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
دعوات المقاطعة
وارتفعت حدة الانتقادات الموجهة لقطر بسبب ملف حقوق الإنسان، لذلك فإنه من المتوقع أن البطولة لن تمر من دون ارتفاع أصوات منتقدة من المشجعين وحتى اللاعبين، وفقا لموقع "دويتش فيله" الألماني.
وأشار التقرير الألماني إلى أنه في الغرب على وجه الخصوص تصاعدت مطالبات بمقاطعة البطولة، ففي ملاعب كثيرة رفعت لافتات بشأن ذلك كشعار: "بطولة كأس العالم 2022 غير إنسانية"، كما تقول مبادرة لمشجعي كرة قدم ألمانية تطلق على نفسها "قاطعوا قطر".
وكتبت المبادرة على موقعها: "لقد تم تجاوز العديد من الوصايا الرياضية والإنصاف السياسي"، حيث قال بيرند باير، أحد أعضاء هذه المبادرة: "يقول كثيرون هذه ليست مسألتنا، ولا نريد أن نكون جزءا منها".
اتهامات بالفساد
كما وجهت الكثير من الانتقادات إلى بطولة كرة القدم "الصحراوية"، كما تصفها الصحف الأجنبية، حيث إنه على سبيل المثال، كان أولها مزاعم الفساد بشأن اختيار الإمارة الخليجية الصغيرة في عام 2010 لتنظيم البطولة.
وبعد عشرة أعوام، في أبريل 2020، وبعد تحقيق طويل، أصدرت وزارة العدل الأميركية أدلة على أن قطر دفعت بالفعل رشاوى، أما الدوحة فتقول أنها قدمت "أفضل طلب" ولم يكن هناك شيء خطأ.
تعامل غير إنساني
ومن أكثر الانتقادات الموجهة إلى قطر بسبب ملف حقوق الإنسان، حيث لا توجد صحافة قطرية حرة ولا حرية رأي حقيقية، وتقيد وصاية الرجال بقوة النساء هناك، كما أن المثلية الجنسية ممنوعة قانونا.
فيما ينظر إلى العمال بقطر وخصوصا العمال الذين يشاركون في عملية بناء الملاعب، على أنهم من دون حقوق، وهم عمال من الهند ونيبال وبنغلاديش؛ إذ يعيشون في وضعيات غير إنسانية في مخيمات في الصحراء.
وقال بنيامين بيست، الصحفي المتخصص بالشؤون الرياضية والذي كثيرا ما يسافر إلى قطر، للموقع الألماني: "يشعر المرء وكأنه هناك ليس في العالم الثالث، بل الرابع أو الخامس"، كما أن أجور بعضهم لا تدفع "أعرف عمالا هناك لم يستلموا أجورهم منذ عامين"، بحسب قوله.
وأضاف بيست: "لم يسبق أن فقد الكثير من الناس حياتهم في كأس العالم مثلما فقدوا حياتهم في كأس العالم في قطر".
ويعاني العمال من الحر وظروف العمل القاسية ولهذا توفي الآلاف منهم، بحسب تقارير إعلامية، على رأسها منظمة العفو الدولية التي تقدمت بشكاوى عديدة ضد قطر.
وعلقت كاتيا مولر فاهلبوش، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية ، لـDW، بقولها: إنه "من المرجح أن يكون عدد الوفيات نتيجة العمل في مواقع بناء كأس العالم مرتفعاً جدا".
وأكدت كاتيا مولر - فاهلبوش أنه رغم مزاعم قطر بشأن إجراءات تحسين الأوضاع فإنه "عمليا، يبدو التقييم ضعيفا"، كما يمكن للشركات المحلية تجاوز القوانين الجديدة بسهولة، وقد حصلت فعلا وفيات جديدة.