بمساندة قطرية... تركيا تقود حرباً شرسة للهجوم على الدول العربية

بمساندة قطرية... تركيا تقود حرباً شرسة للهجوم على الدول العربية
صورة أرشيفية

أصبح العداء "التركي – القطري" للدول العربية عمومًا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة خصوصًا أمرًا واضحًا لا يخفى أمام العالم، وتطور الأمر من هجوم إعلامي تركي ضد الدول العربية لتصريحات معادية من كبار المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه.


إلصاق عيوب


فأصبح النظام التركي يتهم الدول العربية ويحاول إلصاق ما فيه من عيوب وتجاوزات بها، فأردوغان يرسل قواته هنا وهناك، ويؤسس ميليشيات إرهابية لتنفيذ أجندات تخريبية في الشرق الأوسط، ويتهم الأنظمة العربية التي تتصدى لأطماعه بإثارة المشكلات في الوطن العربي، فمؤخرًا اتهم وزير الداخلية التركي، "سليمان صويلو"، دولة الإمارات العربية بالسعي لإثارة البلبلة وزرع الفتنة وإلحاق الضرر ببلاده.


وأضاف "صويلو"، في تصريحات لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن تركيا تحارب الإرهاب، مكذبًا تقارير دولية تؤكد التعاون التركي مع مختلف التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، تمويلًا وتدريبًا وتسليحًا أيضًا.


وتابع "صويلو"، بعض الدول العربية تتهمنا بالعنصرية ضد العرب في تركيا، وفي هذا الشأن أقول إننا لا نسمح بالعنصرية ضد أحد في بلادنا، هناك حوادث فردية، ومن يقم بها يتعرض للمساءلة القانونية".


استهداف خليجي


فالاستفزاز التركي للدول العربية وتحديدًا الإمارات والسعودية لم يتوقف من عدة سنوات، وعلى كافة المستويات حتى الطفولية منها، فأعلنت تركيا تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة الإمارات إلى "شارع فخر الدين باشا"، ويشير هذا الاسم إلى القائد العثماني الذي كان في المدينة المنورة مطلع القرن الماضي وانتقده وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في وسائل التواصل الاجتماعي؛ من خلال إعادة نشر تغريدة في موقع "تويتر"، تتهم "فخر الدين باشا" بنهب وسرقة المدينة المنورة عوضاً عن حمايتها، قائلاً إن هؤلاء هم أسلاف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".


في هذا الشأن يقول أمجد طه، الرئيس الإقليمي لـ المركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، محاولات النظام التركي لتشويه صورة الخليج، بالأخص السعودية والإمارات والبحرين، تتم بالتعاون مع النظامين القطري والإيراني، لافتاً أن هذا الاستهداف مصيره الفشل والسقوط لتلك الأنظمة، مشيراً أن جميع مَن هاجم هذه الدول كالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أو الرئيس العراقي صدام حسين، أو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، جميعهم ذهبوا وبقيت هذه الدول.


أضاف طه، لـ"العرب مباشر": "إيران اليوم تعاني من العقوبات الدولية بعد شفافية الدول العربية في إقناع الولايات المتحدة بإرهاب إيران للوصول إلى هذه الحالة من المقاطعة مع إيران"، مشيراً أن نظام تركيا أيضاً يعاني من الداخل والخارج، بسبب سياساته الداخلية القمعية التي قمعت الأمن والجيش والصحفيين، ويزداد سكان السجون التركية.


تابع: "سياساته الخارجية تتراجع وبدأ الغضب الغربي ضد محاولاته للاحتلال التركي لليبيا من قبل قواته الغازية الغاشمة".


أردف: نظام قطر مجرد نظام صرافة بين النظامين والميليشيات الإرهابية في المنطقة".


أكد طه، أن هناك مجلسَ تعاونٍ ثلاثياً مشتركاً بينهم يسعى لتهديد أمن المنطقة، وتشويه الدول العربية أحد أبرز نتائج هذا المجلس التعاوني التركي الإيراني القطري.


الجزيرة بوق أردوغان


فيما أصبحت قناة "الجزيرة" القطرية لسانًا رسميًا للنظام التركي، والتعاون الإعلامي بين قطر وتركيا بلغ الذروة، فالتمويلات القطرية للمنصات التركية الناطقة بالعربية والتابعة لأردوغان بلغت مئات الملايين من الدولارات سنويًا.


تلك المنصات الإعلامية التركية التابعة لحزب العدالة والتنمية أعلنت بشكل صريح أكثر من مرة إلى تورُّط الإمارات في مخططات ضد تركيا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم يكن مستغرباً استثناء أردوغان دولة الإمارات من جولته الخليجية في 2017، والتي شملت السعودية وقطر والبحرين.


أردوغان استغل الانقلاب المزعوم، للنَّيْل من الإمارات والسعودية، حيث اتهمت بعض وسائل الإعلام المقربة من أردوغان دولًا عربية بدعم الانقلاب، وتفيد تقارير إعلامية تركية وقطرية بأن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" ألمح إلى الإمارات والسعودية حين قال: "إننا نعلم أن دولة قدمت ثلاثة مليارات دولار دعما ماليا لمحاولة الانقلاب في تركيا". 


وفي مناسبة أخرى دعا الوزير التركي الإمارات إلى التخلي عن موقفها الحالي، قائلًا: "لقد سجّلنا ما قاموا به"، ومع ذلك، أعربت دولة الإمارات، عن ترحيبها "بعودة الأمور إلى مسارها الشرعي والدستوري".