مخاوف دولية من تحويل أفغانستان ملاذ للإرهاب
أبدي المجتمع الدولي قلقه بعد سيطرة طالبان علي أفغانستان
بعد سيطرة حركة طالبان الإرهابية على زمام الأمور في أفغانستان، تصاعدت المخاوف الدولية إزاء البلد الذي سيتحول تحت قيادة الحركة الإرهابية إلى ملاذ للإرهابيين والجماعات المتطرفة حول العالم.
عودة حكم الإرهاب
ووسط مخاوف الأفغان من عودة حكم الإرهاب لطالبان، ومخاوف المجتمع الدولي من تحول البلاد إلى قاعدة لانطلاق الإرهاب مجددا، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى الاتحاد و"استخدام جميع الأدوات"، للحيلولة دون تحول أفغانستان إلى "منصة أو ملاذ للإرهاب".
وجاءت جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حول الوضع في أفغانستان، أمس الاثنين، والتي انعقدت بناءً على طلب من النرويج وإستونيا.
وقال غوتيريش خلال الجلسة: إن "العالم يتابع الأحداث في أفغانستان بقلب حزين وقلق عميق، لقد شاهدنا فوضى، واضطرابات، وريبة وخوفاً".
وحث المسؤول الأمني البارز "جميع الأطراف، ولاسيما حركة طالبان، على بذل قصارى جهدهم وضبط النفس لحماية الأرواح وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية".
كما دعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى الاتحاد واستخدام كافة الأدوات المتاحة لدعم حقوق الإنسان في أفغانستان، داعيا "طالبان وجميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني وحماية الحقوق والحريات".
تقارير تقشعر لها الأبدان
وقال أمين عام الأمم المتحدة: "يجب على المجتمع الدولي أن يتحد للتأكد من أن أفغانستان لن تستخدم مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للمنظمات الإرهابية"، مضيفاً "نحن نتلقى تقارير تقشعر لها الأبدان عن قيود صارمة على حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلد".
وناشد مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل لـ"الوقوف والعمل معاً، واستخدام جميع الأدوات المتاحة لمكافحة التهديد الإرهابي في أفغانستان".
وتؤثر الأزمة الإنسانية في أفغانستان على 18 مليون شخص، دون تفاصيل أكثر.
قلق الملايين
أما مندوب أفغانستان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير غلام محمد إسحاقزي، فقد حذر من تداعيات سيطرة طالبان الإرهابية على السلطة في أفغانستان، داعيًا إلى تشكيل "حكومة انتقالية شاملة تضم الجميع، وعدم الاعتراف بأي إدارة جاءت بالقوة لا تمثل كل الشرائح في أفغانستان".
وقال إسحاقزي: "نشعر بقلق بالغ، فالملايين يواجهون مصيراً مجهولاً، وقد وردت معلومات بشأن عمليات قتل محددة وأعمال نهب في كابل وتفتيش المنازل بحثاً عن أشخاص بعينهم".
توتر على حدود روسيا
واتهم رئيس لجنة حماية سيادة الدولة فى مجلس روسيا الاتحادية، أندريه كليموف، الولايات المتحدة بأن سحب القوات من أفغانستان على هذا النحو كان متعمدًا بهدف زيادة التوترات قرب الحدود الروسية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، قال كليموف: "فشلت الولايات المتحدة في إنشاء نظام مستقر مؤيد لأميركا فى أفغانستان على مدار الأعوام العشرين الماضية، لذلك، فإنها الآن تسعى لتحقيق هدف مع سحب القوات من أفغانستان، ويتمثل في زيادة التوترات بالقرب من الحدود الروسية".
مفترق طرق
وأعلن المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، أن "الاتحاد الأوروبي سيعقد اجتماعاً طارئاً لوزراء خارجيته غداً الثلاثاء، لتقييم الموقف في أفغانستان، عقب التطورات الأخيرة".
وحذر بوريل من أن "أفغانستان تقف عند مفترق طرق"، قائلا: إن "أمن مواطنيها والأمن الدولي على المحك" في الوقت الراهن.
في الوقت ذاته، بدأت العديد من دول العالم بإجلاء رعاياها من أفغانستان، بعدما فرضت الحركة الإرهابية سيطرتها على مناطق واسعة من أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل.
وهرب الآلاف من الأفغان من بطش طالبان التي حكمت أفغانستان بالحديد والنار لمدة ٢٠ عاما سابقة، حيث هرع المئات منهم إلى المطار في محاولات بائسة للخروج من البلاد، فسقط ٥ قتلى على الأقل في مطار كابل لدى محاولة المئات ركوب طائرات عنوة لمغادرة العاصمة الأفغانية.
وتصاعد عنف طالبان في أفغانستان منذ مايو الماضي، مع اتساع رقعة نفوذ الحركة الإرهابية، باستغلال عمليات انسحاب القوات الأميركية، والمقرر اكتماله بحلول 31 من أغسطس/ آب الجاري.