"تعنت إثيوبي ومخاطر حقيقية".. سد النهضة يعمق الأزمة

تعنت إثيوبيا في ملف سد النهضة وتسببت في جعل المباحثات أكثر تعقيدا

سد النهضة

قبل عدة سنوات، دخلت كل من مصر والسودان وإثيوبيا في محادثات بشأن سد النهضة، لكن الإخفاق كان نتيجة مكررة لجولات التفاوض كافة، إذ لم تتوصل الأطراف لأي اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبي، وخلال المفاوضات الأخيرة التي استضافتها الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، قدم السودان طرحا يقضي بتوسيع الوساطة، بضم كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى جانب الاتحاد الإفريقي، بهدف تذليل العقبات.

تعنت إثيوبي

أبلغت إثيوبيا الولايات المتحدة الأميركية منذ قليل بتمسكها برعاية الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة.      

وخلال  اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، ومستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، أشار مكونن إلى أن مفاوضات سد النهضة، برعاية الاتحاد الإفريقي، ضرورية بالنظر إلى كونه مراقبًا محايدًا ومنصفًا.

وحول الأزمة الحدودية مع السودان، أكد وزير الخارجية الإثيوبي أن الخلافات الحدودية مع السودان يجب أن تُحل بالطرق السلمية وحدها.

وكان وزير المياه والري الإثيوبي سيلشي بيكيلي قال، الأربعاء، إنه لا يعتقد أن هناك من يحاول الإضرار بسد النهضة، وأكد أنه "إذا كان هناك من يفكر في ذلك فهذا جنون"، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات  بيكيلي بعد ساعات من اجتماع كينشاسا بشأن سد النهضة الذي انتهى بالفشل أول أمس الثلاثاء، لكن الوزير الإثيوبي أوضح، أمس الأربعاء، أن بلاده تنتظر قرار رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، بشأن "استئناف التفاوض".

وقال إن الدعوة لرباعية دولية للمشاركة في المفاوضات تعتبر تخطيا لدور الاتحاد الإفريقي، وتنتقص من سيادة إفريقيا، بحسب تعبيره.

مخاطر حقيقية

من جانبه قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن سد النهضة يحمل مخاطر حقيقية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأنه.

وأوضح حمدوك، في حديث أدلى به للتلفزيون الرسمي، أن السودان ظل يعمل مع كافة الأطراف من أجل الوصول إلى اتفاق يجنب المخاطر التي يتعرض لها السودان بشكل أكبر من مصر التي تبعد آلاف الأميال عن موقع السد.

وأكد حمدوك أن السودان ظل منذ البداية يعمل من أجل التوافق على اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات والبيانات بشكل مستمر وبما يضمن التخطيط المستقبلي وتعظيم الفوائد.

ورأى حمدوك أن المقلق في مشروع السد هو إدخاله في تعقيدات السياسة الداخلية.

وخلال الساعات الماضية، تبادلت إثيوبيا والسودان ومصر الاتهامات بشأن الفشل في التوصل إلى صيغة توافقية بعد فشل أحدث جولة من الاجتماعات التي اختتمت الثلاثاء برعاية الاتحاد الإفريقي في العاصمة الكونغولية كنشاسا.