الجارديان: هل يخاطر الرئيس الأميركي بدعمه المطلق لإسرائيل قبل الانتخابات؟
يخاطر الرئيس الأميركي بدعمه المطلق لإسرائيل قبل الانتخابات
وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل في خطوة لمنع تصاعد الصراع في غزة إلى حرب إقليمية، ولتخفيف الكارثة الإنسانية التي تتكشف في القطاع بعد قصف مستشفى المعمداني في غزة والذي تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، ولكن يبدو أن الدعم المطلق الذي أعلن عنه بايدن لإسرائيل قد يهدد مسيرته الانتخابية في ظل الغضب الأميركي الداخلي من استمرار تصاعد العنف في غزة.
قصف المستشفى
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الانفجار الذي وقع في مستشفى مدينة غزة أدى إلى إلغاء المحطة الثانية من رحلة بايدن للقاء القادة العرب في الأردن، حتى قبل أن يغادر الرئيس واشنطن.
وتابعت أنه من المقرر أن يعود مباشرة إلى واشنطن بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في تل أبيب، فضلا عن عائلات ضحايا هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص، وبدأت أحدث دورة من العنف وأكثرها دموية.
وألقت وزارة الصحة في غزة، باللوم في انفجار المستشفى على غارة إسرائيلية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن الانفجار نجم عن فشل إطلاق صاروخ من قبل جماعة فلسطينية مسلحة أخرى هي حركة الجهاد الإسلامي. ونفت المجموعة مسؤوليتها، ولكن إسرائيل حتى الآن لم تصدر دليلا قاطعا على ادعائها.
وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة إن أكثر من 800 شخص قُتلوا في الانفجار.
غضب بايدن
وتابعت الصحيفة أنه في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، قال بايدن إنه “غاضب” من الانفجار الذي وقع في المستشفى، وإنه وجه فريق الأمن القومي التابع له بجمع معلومات حول ما حدث بالضبط.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قد أدلى صباح اليوم الأربعاء بصور والتي قال إنها تظهر عدم وجود حفرة في المستشفى تشير إلى غارة جوية. وبدلا من ذلك، كان الانفجار ناجما عن الرأس الحربي والوقود الدافع لصاروخ الجهاد الإسلامي الذي أخطأ في الإطلاق، ولكن يبدو أن هذا الدليل لم يكن كافيا لدعم الرواية الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي.
التضامن مع إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن رحلة بايدن تهدف إلى إظهار التضامن مع إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وردع ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران من التدخل عبر الحدود اللبنانية. لكن البيت الأبيض قال إن بايدن سيطرح أيضا "أسئلة صعبة" بشأن إستراتيجيته في غزة، وحول الإغاثة الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين ويتعرضون لقصف مستمر في غزة، دون إمكانية الحصول على المياه أو الغذاء أو الإمدادات الطبية.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 3000 فلسطيني لقوا حتفهم في غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر.
غضب إقليمي
وأوضحت الصحيفة أن انفجار مستشفى المعمداني في غزة، تسبب في انفجار الغضب العربي، ما أثار احتجاجات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأصدر البيت الأبيض في وقت لاحق بيانا قال فيه: "بعد التشاور مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وفي ضوء أيام الحداد التي أعلنها رئيس السلطة الفلسطينية عباس، سيؤجل الرئيس بايدن سفره إلى الأردن والاجتماع المقرر مع الزعيمين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
وكان عباس قد انسحب في وقت سابق من الاجتماع بعد إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، إن "قرار عدم الذهاب إلى الأردن كان متبادلاً".
وأضاف كيربي أن بايدن يعتزم التحدث مع السيسي وعباس عبر الهاتف خلال رحلة عودته إلى واشنطن مساء الأربعاء.
وأثناء وجوده في تل أبيب، سيجري الرئيس محادثات مع نتنياهو ومجلس الوزراء الحربي، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، بالإضافة إلى عمال خدمات الطوارئ الإسرائيليين وأفراد عائلات الضحايا والرهائن في هجوم حماس.
وقال الملك عبد الله إن رد إسرائيل على هجوم حماس عبر الحدود تجاوز حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين.
وقال كيربي إن الرئيس سيؤكد استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، لكنه "سيحصل على فكرة من الإسرائيليين بشأن الوضع على الأرض، والأهم من ذلك، أهدافهم وخططهم ونواياهم في الأيام والأسابيع المقبلة".
مقامرة بايدن
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه حتى قبل الانفجار الذي وقع في مستشفى غزة، كانت الزيارة بمثابة مقامرة بالنسبة لبايدن من حيث سمعته الدولية ومكانته المحلية قبل عام الانتخابات، واعتقدت الولايات المتحدة أنها أبرمت اتفاقيات إنسانية مع حكومة نتنياهو خلال اليومين الماضيين، لكن هذه الاتفاقيات لم تؤت ثمارها.
وتابعت أنه كشرط لزيارة بايدن، وافقت إسرائيل على حزمة إنسانية تتضمن ممرات إلى غزة لإمدادات الإغاثة ومناطق آمنة للمدنيين الفلسطينيين. ولكن عشية وصوله، ظلت الحدود مع مصر -حيث تم تخزين المساعدات- مغلقة.
وأضافت أن قوافل الشاحنات المحملة بالمياه والمواد الغذائية الطارئة والإمدادات الطبية تنتظر على الجانب المصري من الحدود مع غزة في انتظار فتح معبر رفح، بينما ينتظر الفلسطينيون الذين يحملون جنسية أجنبية على الجانب الآخر لمغادرة القطاع، وتسيطر مصر على الحدود ولكنها تشترط الحصول على موافقة إسرائيلية على ما يسمح له بمرور القوافل بأمان دون التعرض لها مقابل السماح بإجلاء الأجانب العالقين في غزة.