شبكة الأنفاق والتضاريس.. تحدِّيات ومخاطر كبرى تنتظر الغزو الإسرائيلي البري لغزة
تحدِّيات ومخاطر كبرى تنتظر الغزو الإسرائيلي البري لغزة
بينما تحذر إسرائيل من هجوم بري وشيك في غزة، يقول الخبراء إن أحد التحديات التي تنتظر غزواً برياً محتملاً ينطوي على نظام أنفاق واسع النطاق تحت الأرض مصمم لإخفاء وتغطية مقاتلي حماس وتنفيذ هجمات مفاجئة.
وزعمت حماس في السابق أنها قامت ببناء 500 كيلومتر – أكثر من 300 ميل – من الأنفاق تحت غزة، لأن نظام الأنفاق واسع النطاق ومعروف جدًا لدرجة أن البعض - بما في ذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي - يشير إليه باسم "المترو".
أنفاق حماس
وبحسب شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، فإن إسرائيل اكتشفت شبكة أنفاق كبرى تعبر قطاع غزة، وهو ما يشكل تحديات خطيرة لقوات الدفاع الإسرائيلية"، كما يقول برادلي بومان، المدير الكبير لمركز الشؤون العسكرية والسياسية.
وقال بومان: "تسمح الأنفاق لبعض مقاتلي حماس بالنجاة من القصف، والتحرك في أنحاء غزة تحت غطاء وإخفاء، وإعادة إمداد قواتها، وإخفاء الرهائن، وتنفيذ هجمات مفاجئة".
وقال: "تخيل الدخول إلى بيئة ما ثم تتقدم عبر الميدان أو إلى ضواحي المدينة، ثم فجأة، تظهر بعض قوات العدو خلفك ولم يكن هناك أي منها من قبل، هذا نوع من الكابوس بالنسبة للقوة المهاجمة."
وقال بومان إن معظم الأنفاق معززة بالخرسانة وبعضها عميق للغاية، مما يسمح لها بحماية مقاتلي حماس من الغارات الجوية، وفي عام 2020، عثرت إسرائيل على نفق يصل عمقه إلى 230 قدمًا تحت السطح، وفقًا لمعهد الحرب الحديثة في ويست بوينت.
وقال بومان إن نظام الأنفاق مزود بأسلاك للكهرباء والاتصالات، والممرات واسعة بما يكفي لاستيعاب شخصين جنبًا إلى جنب، بالإضافة إلى نقل المعدات والذخيرة والقوات من خلالها. يبلغ متوسط طول النفق حوالي 6.5 قدم وعرضه يزيد قليلاً عن قدم، وفقًا لمقال نُشر عام 2016 في مجلة Geopolitics.
حرب العصابات
وأفادت الشبكة الأميركية، بأن الأنفاق ستكون جزءًا أساسيًا من "استراتيجية حرب العصابات" التي تنتهجها حماس، وفقًا لجون سبنسر، رئيس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت.
وكتب سبنسر في مقال نشر يوم الثلاثاء: "سيشكل مقاتلوه فرقًا صغيرة من الصيادين والقتلة تتحرك تحت الأرض، ثم تظهر، وتضرب، ثم تعود بسرعة إلى النفق".
وكتب سبنسر أن حماس تستخدم أيضًا الأنفاق لإخفاء ونقل الصواريخ وزرع قنابل الأنفاق تحت الطرق الرئيسية والمباني التي قد يتم استدراج الجيش الإسرائيلي إليها.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس في أعقاب هجوم حماس: "إن هذا ليس مسعى سهلاً لأن حماس رسخت نفسها داخل قطاع غزة وتحته".
وقال كونريكوس إن الأنفاق تمتد بشكل استراتيجي تحت البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأضاف: "هكذا تمكنت حماس من وقف أسلحتنا وإخفاء عدد لا يحصى من الصواريخ في كل هذه الاشتباكات التي شهدناها، هذا هو المكان الذي يختبئون فيه الآن ونحن نقصف، هذا هو المكان الذي توجد فيه أسلحتهم، وهذا هو ما يعتمدون عليه، وهذه هي البنية التحتية العسكرية التي يعتمدون عليها لمواصلة القتال".