انقلاب غربي على نتنياهو بعد فشله في تحقيق أيّ نصر في غزة بعد 87 يوماً من الحرب

انقلاب غربي على نتنياهو بعد فشله في تحقيق أيّ نصر في غزة بعد 87 يوماً من الحرب

انقلاب غربي على نتنياهو بعد فشله في تحقيق أيّ نصر في غزة بعد 87 يوماً من الحرب
صورة أرشيفية

تزايدت دعوات دول غربية حليفة لإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بعدما قتل ما يقارب 21 ألف شخص ونزح مليون ونصف فلسطيني إلى الجنوب ووسط القطاع، ويبدو أن الأمر لا علاقة له بصحوة إنسانية مثلما تريد هذه الدول أن تصدر للعالم موقفها الجديد، ولكن بعدما طال أمد القتال الغارات الإسرائيلية المكثفة على المدنيين العزل دون تحقيق أي نصر عسكري يذكر، فقط خلق المزيد من التوترات في المنطقة التي بدأت تهدد مصالح هذه الدول. 

بايدن يركز على الانتخابات

وقال خبراء سياسيون لـ"إذاعة صوت أميركا" إنه مع قيام حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع هجومها البري في غزة، فإن تهديدات إيران بالانتقام من الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل ضابط عسكري كبير واستمرار الهجمات من الجماعات المدعومة من طهران في المنطقة الحوثيين في البحر الأحمر والميليشيات في العراق تزيد من احتمال نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط، وهي مخاطرة لا يستطيع الرئيس الأميركي تحملها مع اقترابه من عام الانتخابات في عام 2024.

دعوات فرنسية 

ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى "وقف إطلاق نار مستدام" في غزة مع استمرار ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وشدد ماكرون على "ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق نار مستدام، بمساعدة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين"، بحسب الإليزيه.

وأضافت الرئاسة في بيان أن "فرنسا ستعمل خلال الأيام المقبلة، بالتعاون مع الأردن، على تنفيذ عمليات إنسانية في غزة".

وأعرب الرئيس الفرنسي لنتنياهو عن "قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة".

كما شدد مجددا على "أهمية أن تتخذ إسرائيل جميع التدابير اللازمة لوضع حد للعنف الذي يرتكبه بعض المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين" في الضفة الغربية المحتلة، "وكذلك لأي مشروع استيطاني جديد" في هذه المنطقة.

اجتماع لإنهاء الحرب 

وأفادت القناة الـ12 العبرية، أن مجلس الحرب الإسرائيلي الذي سيجتمع مساء اليوم الخميس، سيناقش المقترح القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن المبادرة القطرية المذكورة تختلف عن المقترحات السابقة التي رفضتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي أو حركة حماس.

وذكرت أن نتنياهو، سيعقد اجتماعا لمجلس الحرب الإسرائيلي لمناقشة ملف حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنه للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، ستعقد حكومة الحرب اجتماعا الليلة لمناقشة خطتها بشأن من تريد إسرائيل أن تدير غزة بعد الحرب.

وأضافت أن نتنياهو أجل المناقشة، ما أثار غضب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تقول إن الفشل في التخطيط لمن سيحكم غزة بعد الحرب سيؤدي إلى تورط الجيش الإسرائيلي في القطاع إلى أجل غير مسمى.

ولم يقدم نتنياهو سوى تفاصيل ضئيلة حول ما يود رؤيته، مكتفيا بتأكيداته على أن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع.

ويأتي اجتماع الليلة بعد أيام من عودة كبير مساعديه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر من واشنطن، حيث ناقش الأمر مع كبار مسؤولي بايدن، في الوقت الذي تزيد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على تل أبيب لتقليص قتالها والاستعداد للمرحلة التالية من الحرب.

وضع إنساني كارثي

وقالت منظمة الصحة العالمية إن سكان قطاع غزة معرضون بشدة لخطر الإصابة بالأمراض وسط النقص الحاد في المستشفيات العاملة.

وحذر مدير منظمة الصحة العالمية من مشاكل في توصيل المساعدات العاجلة لسكان غزة. 

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويهدد قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات مروعة، ويعانون من الجوع الشديد". ما يمثل خطرا شديدا للإصابة بالأمراض."

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها إن "قدرتها على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات مقيدة بشكل متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس في طريقهم إلى المستشفيات التي نصل إليها وداخلها".

ووفقاً لأحدث تقييمات منظمة الصحة العالمية، يوجد في غزة 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، واثنان يعملان بالحد الأدنى، و21 مستشفى لا تعمل على الإطلاق.

وقال تيدروس: "ما نحتاجه بشكل عاجل الآن هو وقف إطلاق النار لتجنيب المدنيين المزيد من العنف وبدء الطريق الطويل نحو إعادة الإعمار والسلام".

بعد مرور أكثر من شهرين ونصف على اندلاع الحرب إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، أعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء مقتل 21110 أشخاص، معظمهم من المدنيين، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.