طائرة قطرية تهبط في مطار كابول.. ما مساعي الدوحة من التدخل في افغانستان؟
تسعي قطر إلي معاونة طالبان في بناء دولة الإرهاب بأفغانستان
في الوقت الذي تتزايد فيه أزمة العالم غربا وشرقاـ مع الإرهاب وجماعاته، تسعى قطر للاستيلاء على أفغانستان لإقامة دولة للإخوان والجماعات الإرهابية المتطرفة، مستغلة حركة طالبان لتحقيق أهدافها المريبة.
قطر ومطار كابول
وبدأت أهم مشاهد المخططات القطرية، اليوم الأربعاء، حيث وصلت طائرة قطرية تحمل على متنها فريقا فنيا إلى العاصمة الأفغانية كابول، لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية، والبحث في تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية.
وحسبما نقلت وكالة ”فرانس برس“ عن مصادرها، فإن "طائرة قطرية تحمل فريقا فنيا حطت في كابول لمناقشة استئناف العمليات في المطار".
وعلى الرغم من أنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تقديم المساعدة الفنية، فإنّ الفريق الفني القطري أطلق هذا النقاش بناء على طلب الطرف الآخر"، ما يشير إلى سيطرة الدوحة الكاملة على الحركة الأفغانية.
صورة خادعة
ويبدو أن الدوحة تسعى لدور أكبر من حجمها الحقيقي في المسألة الأفغانية باستخدام الجماعة الإرهابية "طالبان"، إذ تحاول قطر أن تظهر أمام المجتمع الدولي باعتبارها داعية سلام وأنها تدعو حركة طالبان إلى ضمان "ممر آمن" للراغبين بالخروج من أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي، على الرغم من أنها المضيف الداعم للحركة والمخطط لها في معركة إنشاء دولة للجماعات الإرهابية.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي بالدوحة: "نحث طالبان على مسألة حرية التنقل، وأن يكون هناك ممر آمن للخروج، وأيضًا لدخول الناس إذا رغبوا في ذلك".
مضيفة الإرهاب واللاجئين
وفجأة، تحولت قطر مضيف الجماعات الإرهابية، وخصوصا طالبان، هي نفسها مضيف اللاجئين الأفغان الفارين من بلادهم من بطش طالبان، في حين يواجه عشرات الآلاف من هؤلاء الأفغان، مستقبلًا مجهولًا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قالت في تقرير نشرته، أول أمس الاثنين: "منذ سيطرة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان، بدا نزوح المواطنين الأفغان وكأنه فيضان مفاجئ يغمر القواعد العسكرية الأميركية في الخارج، وخاصة في قطر".
وأشار التقرير إلى وصول "عشرات الآلاف من اللاجئين إلى قاعدة العديد في قطر، بعد إجلائهم من مطار كابول الدولي، كي يتم فحصهم بواسطة السلطات الأمريكية، وهي العملية المستمرة منذ أسبوعين حتى الآن"، لتصبح قطر بذلك هي مضيفة الإرهابيين واللاجئين الفارين منهم في آنٍ واحد.
نقل السفارات الأجنبية
وما زالت الدوحة تسعى للظهور دوليا، والحصول على دور أكبر من حجمها الحقيقي بمساعدة الحركة الإرهابية طالبان في أفغانستان، فقد بدأت العديد من الدول تنقل سفاراتها بأفغانستان إلى الدوحة، كان آخرهم هولندا التي أعلنت نقل مكتبها الدبلوماسي من كابول إلى الدوحة، اليوم الأربعاء.
وأعلنت وزيرة الخارجية الهولندية سيجريد كاج، قرارا بنقل سفارة بلادها من كابول إلى العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
كما أعلنت اليابان عن نيتها اتخاذ القرار ذاته، لتصبح قطر مقرا للمكتب السياسي لطالبان ومقر السفارات الغربية لدى أفغانستان في الوقت ذاته.
وقالت سيغريد كاغ في مؤتمر صحافي مع نظيرها القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "طلبت (من قطر) الموافقة على نقل سفارة هولندا من كابول إلى الدوحة".
وقال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، إن طوكيو تخطط أيضا لنقل سفارتها لدى أفغانستان إلى قطر.
البيت الأبيض ووجود دائم
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أعلنت في وقت سابق أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعمل مع القطريين بشأن وجود أميركي دائم في الدوحة، مهمته قيادة وتنفيذ سياسات الولايات المتحدة المقبلة فيما يتعلق بأفغانستان.
وقالت ساكي: إن "من مكونات دبلوماسيتنا تجاه أفغانستان إقامة وجود لنا في الدوحة، حيث يمكننا العمل من هناك دبلوماسيا، والتواصل مع المسؤولين القنصليين والدبلوماسيين الذين يعملون على إخلاء المواطنين الأميركيين وشركائنا الأفغان الآخرين الذين يريدون مغادرة أفغانستان".
وقال متحدث الخارجية الأميركية نيد برايس، إن "مكتب الدوحة سينخرط مع المكاتب الأفغانية الخارجية التي انتقلت إلى العاصمة القطرية، وأماكن أخرى في المنطقة. الدوحة هي موقع للدبلوماسية في ما يخص أفغانستان".