من هو أحمد شاه مسعود نجل أسد بنجشير الذي صفع طالبان بأولى مناوراتها؟
صفع نجل أسد بنجشير المقاوم طالبان في أولي مناوراتهما
بعد سيطرة حركة طالبان على كابول، سعت لفرض قبضتها على البلاد بأكملها، لكن ظل أمامها إقليم بنجشير، هو العائق الوحيد، حيث يتولى الحكم عليه الزعيم أحمد شاه مسعود، لينخرط مع الحركة في عدة مناورات ومفاوضات.
أول خسارة لطالبان
تحاول قوات طالبان الدخول إلى الإقليم، بينما يتصدى لها قوات المقاومة الأفغانية الموالية للزعيم أحمد شاه مسعود، في وادي بنشجير، الذي يعد آخر معقل للمقاتلين المناوئين للحركة، حيث أظهرت مقاطع مصورة مناورات عسكرية على الحدود، لتخسر فيها الحركة بأولى معاركها.
وفي أحدث اشتباكات دار بين قوات الحركة ومقاتلي بنجشير شمالي العاصمة كابول، أسفرت عن مقتل 30 فردا و15 جريحا وعدد من الأسرى في صفوف الحركة، بالإضافة إلى الاستيلاء على معدات عسكرية.
وقال بسم الله محمدي، عضو الحركة المعارضة الذي كان وزيرا في حكومة الرئيس السابق أشرف غني، على حسابه بموقع "تويتر"، إن "في الليلة الماضية هاجمت طالبان بانشير، لكنها هُزمت وقُتل سبعة وأصيب عدد آخر، انسحبوا بعد تكبد خسائر ثقيلة".
مفاوضات ومطالب
وبالتزامن مع ذلك، حذر أحمد مسعود، نجل الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، وزعيم "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية"، حركة طالبان من دخول ولاية بنجشير، مشددا على أنه يحظى بدعم قوات من الحكومة السابقة والأهالي، مبديا قبوله فكرة وجود حكومة شاملة بالبلاد تضم طالبان.
جرت خلال الفترة الماضية، مفاوضات بين الحركة وقوات المقاومة في بنجشير بقيادة أحمد مسعود، ولكن حتى الآن لم تتبين نتائجها، رغم المواجهات.
فيما نقلت قناة "طلوع نيوز" التلفزيونية الأفغانية عن القيادي في "طالبان"، أمير خان متقي، قوله في رسالة مسجلة إلى سكان بنجشير، إن "مفاوضات جرت لحل مشاكل بنجشير لكنها لم تفض إلى أي نتائج حتى الآن".
نشأة أسد بنجشير
يعتبر أحمد شاه مسعود، البالغ من العمر 32 عاما، هو نجل أحمد شاه مسعود، أحد القادة العسكريين الأفغان السابقين الذين قاتلوا ضد الوجود السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي.
ينتمي أحمد شاه مسعود، لأصول طاجيكية في بنجشير، وحين تم اغتيال والده كان يبلغ من العمر 12 عاما، ودرس في إيران، ثم انتقل إلى إنجلترا والتحق بالكلية العسكرية سانت هيرست، ليعود إلى أفغانستان عام 2016.
حصل على شهادة الماجستير في دراسات الحرب بكلية "كينغز كوليدج" ببريطانيا، وهو ما ساعده في بناء أسس قوية بالعمل العسكري، فيما أسس مسعود حزبا سياسيا.
مواجهة طالبان
انخرط أحمد شاه مسعود الابن، في مواجهة طالبان بكل السبل، ولاقي دعما من الغرب في ذلك، لذلك بعد سيطرة الحركة على كابول في 15 أغسطس الماضي، أطلق "جبهة المقاومة الوطنية" وشكل مقاومة في وادي بنجشير، يجمع بقايا القوات الحكومية وجماعات مقاومة أخرى، وانضم إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، حيث تعالت العديد من الأصوات السياسية والعسكرية الأفغانية الداعية للتوجه نحو الولاية وتكرار ما يوصف بـ"ملحمة بنجشير" الشهيرة في مواجهة الاحتلال السوفيتي.
وفي 19 أغسطس 2021، نشر أحمد مسعود مقالا بصحيفة "واشنطن بوست الأميركية، أعلن فيه انطلاق مقاومة المجاهدين" ضد سيطرة طالبان على البلاد، مؤكدا امتلاكه أعدادا ضخمة من الرجال والعتاد، لمواجهة الحركة، مؤكدا: "نعلم أن قواتنا العسكرية لن تكون كافية وسوف يتم استنفادها بسرعة ما لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لتزويدنا بالدعم دون تأخير".