انتفاضة جديدة للشعب الإيراني ضدّ الملالي.. هل اقتربت النهاية؟

انتفاضة جديدة للشعب الإيراني ضدّ الملالي.. هل اقتربت النهاية؟
صورة أرشيفية

حالة من الغضب والغليان يعيشها المواطن الإيراني بين قمع وفقر وفشل متزايد من حكومة الملالي في إدارة الملفات الهامة تطور الأمر من غضب خائف مهزوز إلى احتجاجات وانتفاضة ضد الفشل في إدارة شؤون البلاد وشهدت محافظة "لرستان" مهاجمة المئات من الشعب الإيراني لمبنى المديرية العامة للسجون وإحراق مداخله منذ عدة أيام احتجاجًا على الأعمال الإجرامية التي يرتكبها عناصر الأمن ضد معتقلي الانتفاضة "نويد أفكاري" و"مصطفى صالحي" وكذلك اعتراضًا على أحكام الإعدام الصادرة بحق معتقلي الانتفاضة.

فشل إدارة البلاد سبب الانتفاضة.. و"الإعدامات" شرارة البداية


الانتفاضة الشعبية أثارت قلق المسؤولين الإيرانيين خوفًا من تطورها إلى حراك شعبي يطيح بالنظام الحاكم بأكمله خاصة بعد أن اتهم المواطنون النظام الحاكم بإصدار أوامره للمديرية العامة للسجون بتعذيب وقمع آلاف السجناء في محافظة "لرستان"، وطالب المحتجون بتقديم الجلادين الذين يديرون السجون إلى العدالة ليحاسبوا على جرائمهم ضد الإنسانية.


الاضطرابات بدأت في السجن في مارس الماضي ونتج عنها هروب 23 سجينًا من سجن "بارسليون" في خرم "آباد" ومقتل مأمورين وعدد من السجناء، لتبدأ حملة حكومية ضد المعتقلين وقرارات بإعدام عدة معتقلين، ليهاجم شباب الانتفاضة الإيرانية المديرية العامة لسجون "لرستان".


من جانبه، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: إن شباب الانتفاضة هاجموا المديرية العامة لسجون "لرستان"، احتجاجًا على إعدام "نويد أفكاري"، و"مصطفى صالحي"، وأحكام الإعدام الصادرة بحق عدد من شباب الانتفاضة.


وأضاف المجلس، في البيان، أن المديرية العامة للسجون مسؤولة بشكل مباشر عن تعذيب وقمع آلاف السجناء في محافظة "لرستان"، داعيًا لتقديم الجلادين الذين يديرون المركز إلى العدالة على جرائمهم ضد الإنسانية.  


وأشار البيان إلى أن مهاجمة مركز القمع، لقي ترحيبًا كبيرًا من المواطنين الذين تعرض كثير منهم للقمع والتعذيب داخل ذلك المركز، وتلك ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها شباب الانتفاضة مؤسسات التعذيب في إيران، ففي وقت سابق هاجم معارضون مبنى محكمة بمدينة شيراز (جنوب)، والتي قضت بإعدام المصارع "نويد أفكاري".  


وطالبت منظمات حقوقية ورياضية دولية بفرض عقوبات على النظام الإيراني لتنفيذ حكم بالإعدام بحقّ المصارع الشاب، وأدانت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية بشدة إعدام وصيف بطولة المصارعة الرومانية للشباب في إيران "نويد أفكاري"، الذي اعتُقل بسبب مشاركته في احتجاجات شعبية اندلعت في 2018 ليتم تنفيذ حكم الإعدام وهو الذي وصفته الولايات المتحدة بالعمل "الوحشي وغير الإنساني".


الغضب الشعبي بدأ من التواصل الاجتماعي ووصل إلى الشارع سريعًا


في السياق ذاته، الاحتجاجات أصبحت أمرًا يوميًا في إيران في مختلف المحافظات رغم البطش الأمني والاعتقالات، إلى أن البداية الحقيقية جاءت إلكترونية عندما أطلق مئات الآلاف من المغردين الإيرانيين وسم بعنوان أشهد عَبْر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ليفضحوا جرائم النظام المسيطر على حكم البلاد ضد المعارضين وضد أفراد الشعب، وكشف المغردون عن آلاف النماذج من ضحايا الإعدامات والاعتقالات والاغتيالات وحرمان الملايين من حقوقهم الاجتماعية خلال السنوات الماضية.


وروى إيرانيون تجاربهم الشخصية مع قمع أجهزة الأمن في بلادهم والمضايقات التي تعرضوا لها بسبب التعبير عن آرائهم، والاضطهاد الذي يمارس ضدّ الأقليات العرقية والدينية، وتطرق الوسم إلى تاريخ النظام الإيراني مع التنكيل بخصومه السياسيين بداية من مرحلة ثورة عام 1979 التي انتهت بسيطرة "الخميني" ورجال الدين على مقاليد السلطة ومن ثَمَّ إقامة محاكم ثورية وعسكرية للمعارضين بهدف التخلص منهم.

واعتبر ناشطون أن نظام "الخميني" أعدم معارضيه وصادر ممتلكاتهم، خلال الفترة بين أعوام 1979 إلى 1988، قبل أن يشرعن لقمع كافة أشكال التظاهر السلمي على مدار 40 عامًا لاحقًا.


الإيرانيون بلا أمن أو صحة أو اقتصاد


من جانبه، يقول "محمد ناجي"، خبير الشؤون الإيرانية، تلاحق الأزمات في إيران وعجز حكومة الملالي أمام ملفات ضخمة وتمسّ المواطنين سبب الغضب الشعبي الجارف، فالنظام الإيراني أحد أسوأ الأنظمة عالميًا في مواجهة فيروس "كورونا" وتداعياته اقتصاديًّا التي تسببت في حالة الغضب ، فالاقتصاد الإيراني يعيش أزمات متتالية بسبب سياسات الملالي وجاء فيروس "كورونا" ليضاعف تلك الأزمات ويؤثر على طبقات الشعب الإيراني كافة.


وأضاف "ناجي"، المواطنون تأكدوا من ضعف الحكومة التي لم تستطع توفير أسرة في المستشفيات لهم أو دعمهم اقتصاديًا في ظل الظروف المعقدة وبدلًا من ذلك ضاعفت من جرعة القمع والتعذيب والإعدامات والاعتقالات، وهو ما أكد للشعب أنه ليس هناك ما يخسرونه أكثر من ذلك، فلا أمن ولا صحة ولا اقتصاد أو تعليم، فكانت الاحتجاجات المتكررة نتائج لإخفاقات متتالية لـ"الملالي".