استجابة لرغبة طهران.. قطر تمنع قنوات المعارضة الإيرانية من تغطية المونديال
منعت قطر قنوات المعارضة الإيرانية من تغطية المونديال
بينما تسلط شبكة قناة "الجزيرة" الضوء على التظاهرات والاحتجاجات في السودان وليبيا ودول عربية مختلفة، تتجاهل تغطية الاحتجاجات الضخمة في إيران، التي اندلعت منذ مقتل الناشطة مهسا أميني، التي يتعاطف العالم أجمع مع قضيتها، حيث استجابت قطر لمطالب النظام الإيراني بوقف التعاون ورفض تصاريح القنوات الإيرانية لتغطية مونديال كأس العالم في قطر 2022، لتعاقب تلك القنوات على التفاعل والتغطية للاحتجاجات الغاضبة على سياسات إيران، والانتهاكات السافرة ضد حقوق الإنسان.
تعسف ومنع
بناءً على طلب النظام في إيران منعت دولة قطر صحافيي ومراسلي قناة "إيران إنترناشيونال" من الحضور إلى الدوحة لتغطية كأس العالم 2022، وكانت اعتزمت "إيران إنترناشيونال" السفر إلى قطر للتغطية الإعلامية لبطولة كأس العالم 2022 مع مجموعة كاملة من المراسلين والصحافيين والأجهزة التلفزيونية، وعلى الرغم من إصدار الفيفا بطاقات هوية لثلاثة صحافيين من القناة، فإن المركز الإعلامي في قطر رفض إصدار بطاقات هوية لهؤلاء الأشخاص الثلاثة، إضافة إلى صحافيين آخرين من "إيران إنترناشيونال" حتى هذه اللحظة، وفي إجراء آخر، تم الإعلان عن إلغاء تأشيرة دخول أحد الصحافيين في "إيران إنترناشيونال" إلى قطر، والتي صدرت قبل شهرين، وذلك دون إشعار مسبق أو الإعلان عن أي سبب آخر، وعلى الرغم من متابعة الأمر من قبل القناة بشكل متكرر، رفضت السلطات القطرية تقديم إجابة واضحة على رفض طلب صحافيي "إيران إنترناشيونال"، وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي قد أعرب في 30 أكتوبر الماضي، عن قلق النظام في طهران من التغطية الحرة للأخبار المتعلقة بالمنتخب الإيراني لكرة القدم خلال مونديال قطر، وأمر رئيسي وزارة الخارجية الإيرانية بمنع حدوث مشاكل محتملة لإيران عبر التعاون مع المسؤولين القطريين في هذا الحدث الرياضي المهم.
تهديدات بالخطف
من جهة أخرى، وعقب تهديد الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية لصحافيي "إيران إنترناشيونال" في الأيام الأخيرة، هددت بعض وسائل الإعلام والحسابات التابعة لأجهزة الأمن الإيرانية على شبكات التواصل، مراسلي القناة حال زيارتهم لقطر، حيث هددت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية بشكل علني في عددها الصادر يوم الخميس 10 نوفمبر الحالي، صحافيي "إيران إنترناشيونال" بالخطف، وكشفت وكالة فرانس برس، عن نية مشجعين أوروبيين لرفع لافتات داخل ملاعب كأس العالم في قطر، منددة بانتهاكات النظام الإيراني ضد المحتجين، والمطالبة باتخاذ موقف دولي ضد ما تقوم به إيران من حملات ممنهجة لإعدام المتظاهرين بهدف تخويفهم ووقف ثورة الغضب في طهران، وأشار المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى أن قناة الجزيرة تتجاهل عمداً تغطية ما يحدث في إيران، وقال ديباجي معلقاً على أحد الفيديوهات المتداولة من إيران: "إلى قناة الجزيرة أين أنتم؟!"، فيما تساءل في تغريدة أخرى عن أسباب تسليط قناة الجزيرة الضوء على أي أحداث في مصر والإمارات وتونس والبحرين، بينما تتجاهل كل ما يدور في إيران، وقال ديباجي: "ماذا تستفيد قناة الجزيرة من التخريب والتحريض على السودان وتونس والبحرين ومصر والإمارات"، مضيفًا: أتمنى من قناة الجزيرة أن توجه مراسليها من التأجيج في هذه الدول إلى توجيه البوصلة نحو الانتفاضة والمظاهرات الشعبية في إيران التي لم تتطرق إليها ولو بكلمة واحدة".