ماذا يحمل لقاء حميدتي والبرهان.. تفاصيل

لقاء مرتقب بين حميدتي والبرهان

ماذا يحمل لقاء حميدتي والبرهان.. تفاصيل
صورة أرشيفية

حرب ممتدة منذ 9 أشهر جعلت الجميع يبحث عن مخرج لها بعيداً عن الدماء التي سفكت بشكل كبير خلال تسعة أشهر من الدمار، وتحولت السودان من بلد كان بالنسبة للعالم "سلة الغذاء"، إلى بيوت أشباح مميتة وطلقات النيران حول جميع البيوت.


السودان حتى الآن لم ينجح في أي مفاوضات على الطاولات الدولية وأبرزها كانت مفاوضات جدة التي دامت لأشهر دون الوصول إلى حلول واضحة، وهو ما أدى إلى تعليقها بشكل دائم من قِبَل الولايات المتحدة والسعودية.

لقاء مثير للجدل ينهي القتال

وقد تلقى رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان دعوة للقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في جيبوتي، الخميس المقبل، حيث وصلت الدعوة التي وجهتها الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا إيجاد، إلى البرهان، وفي حال نجاح الترتيبات، فإن اللقاء سيكون الأول بين الطرفين منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، منتصف أبريل الماضي.


ويأتي اللقاء المحتمل تنفيذا لمخرجات قمة الإيجاد، التي انعقدت في جيبوتي مطلع ديسمبر الجاري التي بدورها تسعى لإنهاء الصراع المستمر منذ منتصف أبريل.

وقف إطلاق النيران

ومن المتوقع عقد الاجتماع خلال هذا الأسبوع، الذي سيتم دون شروط مسبقة من كلا الجانبين لوقف إطلاق النار والحرب في السودان، حيث إن البرهان أخطر هيئة "الإيجاد" بموافقته على الاجتماع مع حميدتي بشرط "أن ينحصر النقاش حول الانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار".


جاء ذلك بعدما أعلن البرهان في خطابه في قاعدة عسكرية بولاية البحر الأحمر، موافقته على الذهاب إلى التفاوض مع الدعم السريع، مشددا على رفضه أيّ اتفاق سلام فيه مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني، وأكد البرهان، الخميس، أن القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية وضامنة لأمان السودان، متعهداً بمحاسبة من تهاون بسقوط مدينة ود مدني.

ويقول الباحث السياسي السوداني محمد إلياس: إن اللقاء المرتقب يأتي في ظل احتدام المواجهات بين الطرفين في ولاية الجزيرة، وتحديدًا في مدينة ود مدني، في حين تشهد العاصمة السودانية الخرطوم تحليقًا مكثفًا للطيران العسكري، وهو ما يدل على تصاعد للأحداث قبل اللقاء، خاصة أن كل طرف يريد أن يكون هو المنتصر على الآخر.


وأضاف إلياس في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن هناك تزايدا للآمال في أن يمهد اللقاء المرتقب بين عبدالفتاح البرهان، وحميدتي، لإنهاء الصراع في السودان، ووضع حد للمعارك الدائرة هناك منذ منتصف أبريل الماضي، والتي أدت إلى أزمة إنسانية متفاقمة في البلاد.


بينما رأت الإعلامية والسياسية السودانية داليا إلياس أنه مع دخول القتال بين الجيش والدعم السريع شهره التاسع اتسعت رقعة الصراع، وكثفت أطراف محلية ودولية وإقليمية دعواتها لإيجاد حل تفاوضي يوقف نزيف الخسائر التي بلغت أكثر من 12 ألف قتيل وفرار نحو 8 ملايين شخص من منازلهم، ولذلك نجاح قمة الإيجاد في اللقاء ما بين الأطراف هو نجاح قوي يهدف لحماية الشعب السوداني.


وأضافت داليا إلياس في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن حميدتي والبرهان أعلنا استعدادهما لإجراء المقابلة وهو ما يكون دلالة على إنهاء الصراع مستقبلاً، خاصة أن هناك ترحيبا من الدوائر السياسية بالخطوة المحتملة واعتبرتها السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية، مع دعوات لتسريع اللقاء من أجل تفادي المزيد من الخراب في السودان.