يُخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف الاحتفال بالنجاح المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل في استهداف البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لما أفاد به ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن هذا الإعلان يأتي في أعقاب حرب استمرت 12 يومًا ضد إيران، والتي يعتبرها الزعيمان إنجازًا تاريخيًا كبيرًا لكل من بلديهما وإرثهما الشخصي.

أهمية اللقاء المنتظر

ونابع الموقع أنه على الرغم من التوترات السابقة التي شابت العلاقة بين نتنياهو وترامب، يبدو أن الزعيمين أصبحا أقرب من أي وقت مضى، حيث يرى كلاهما أن الحرب القصيرة والمكثفة ضد إيران تمثل نقطة تحول استراتيجية، ليس فقط لأمن إسرائيل والولايات المتحدة، بل أيضًا لتعزيز مكانتهما السياسية.

وأشار مسؤولان إسرائيليان إلى أن مباحثات أولية جرت بالفعل بين مستشاري نتنياهو ومسؤولي البيت الأبيض لترتيب الزيارة المحتملة، دون تحديد موعد نهائي حتى الآن.

من شأن هذا اللقاء أن يوفر منصة للزعيمين لتثبيت روايتهما حول نجاح العملية العسكرية ضد إيران، بالإضافة إلى مناقشة الخطوات المستقبلية في المنطقة، بما في ذلك توسيع اتفاقيات السلام ومعالجة التحديات الأمنية المستمرة.

تصريحات نتنياهو وطموحات السلام

وفي بيان أصدره يوم الخميس، أكد نتنياهو أن إسرائيل "خاضت معركة شجاعة ضد إيران وحققت انتصارًا عظيمًا". وأضاف أن هذا الانتصار يفتح آفاقًا لتوسيع اتفاقيات السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن الفرصة التي أتيحت بعد الحرب يجب استغلالها دون إضاعة يوم واحد.

وشدد على أن تحقيق هذا الهدف يأتي بالتزامن مع جهود إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وهزيمة حركة حماس في قطاع غزة.

تفاصيل من وراء الكواليس

كشف أحد المسؤولين الإسرائيليين عن وجود رغبة مشتركة بين الجانبين للاحتفال بالنصر بعد الحرب مع إيران، واصفًا اللقاء المحتمل بـ"حفلة النصر".

وأشار مسؤول آخر إلى أن الزيارة قد تتم في الأسبوع الثاني من يوليو. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي أن نتنياهو أبدى اهتمامًا بزيارة البيت الأبيض، وأن الرئيس ترامب منفتح على هذه الفكرة، لكن دون تحديد موعد نهائي.

تطورات قضائية تتعلق بنتنياهو

وفي سياق متصل، تقدم محامو نتنياهو يوم الخميس بطلب إلى المحاكم الإسرائيلية لتأجيل جلسات محاكمته بتهم الفساد، التي بدأت منذ عام 2020، لمدة أسبوعين.

وبرر المحامون هذا الطلب بالتطورات الإقليمية والدولية التي تتطلب تركيز رئيس الوزراء على قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، بما في ذلك الحرب في غزة وجهود إطلاق سراح الرهائن.

وفي تطور لافت، دعا ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" إلى إلغاء محاكمة نتنياهو أو منح العفو له، واصفًا المحاكمة بأنها "حملة اضطهاد" ضد رجل قدم الكثير لإسرائيل. واعتبر ترامب أن نتنياهو واحد من "المحاربين العظماء" في تاريخ إسرائيل، وهي خطوة غير مسبوقة من رئيس أمريكي بالتدخل في الشؤون القضائية لحليف ديمقراطي، وقد لاقت هذه الدعوة ترحيبًا من نتنياهو وأعضاء من ائتلافه الحكومي، الذين سارعوا إلى الترويج لها عبر بيانات صحفية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

رؤية ترامب للسلام في المنطقة

وأشار الموقع إلى أنه بعد نجاح وقف إطلاق النار مع إيران، يُركز الرئيس ترامب الآن على إنهاء الحرب في غزة وتعزيز اتفاقيات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، وفقًا لمصادر مطلعة.

وأكد أحد المصادر أن ترامب يسعى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة في أقرب وقت ممكن.

كما أشار المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" إلى أن الإدارة تعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم، التي كانت إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا خلال الولاية الأولى لترامب. وأعرب ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية الإعلان عن انضمام دول جديدة إلى هذه الاتفاقيات، بما في ذلك دول قد لا يتوقعها الكثيرون.