الضربات على إيران تُثير أزمة إعلامية.. ترامب يُواجه وسائل الإعلام الأمريكية بدعاوى تشهير
الضربات على إيران تُثير أزمة إعلامية.. ترامب يُواجه وسائل الإعلام الأمريكية بدعاوى تشهير

أرسل محامٍ يمثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابات قانونية إلى شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز، مهددًا باتخاذ إجراءات قانونية ردًّا على تقاريرهما حول الضربات الجوية الأمريكية على إيران.
واكدت الشبكة الأمريكية، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول نجاح الهجمات، والتي تتعارض مع تقييمات استخباراتية مبكرة تشكك في مدى تأثير تلك الضربات على البرنامج النووي الإيراني.
تفاصيل الخلاف القانوني
في مساء الخميس، أكد متحدث باسم شبكة CNN أن الشبكة ردت على الخطاب القانوني برفض الادعاءات الواردة فيه، مؤكدة التزامها بتقاريرها الصحفية.
ومن جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز ردها على الخطاب، حيث أكدت أنه لا حاجة لسحب التقارير أو تقديم اعتذار، مشددة على أنها قدمت الحقيقة بأفضل ما تستطيع، وستواصل القيام بذلك.
وقال ديفيد إي. ماككرو، المحامي الرئيس لغرفة الأخبار في التايمز، إن الجمهور الأمريكي له الحق في معرفة ما إذا كانت الهجمات على إيران، التي تُمول من أموال دافعي الضرائب وتحمل تبعات كبيرة على كل مواطن، قد حققت نجاحًا أم لا.
وأضاف ماككرو أن الاعتماد على الخدمات الاستخباراتية لتقديم تقييمات محايدة أمر ضروري في الديمقراطية لتقييم السياسة الخارجية الأمريكية وجودة قرارات القادة.
واعتبر أنه سيكون من غير المسؤول أن تقوم وسيلة إعلامية بقمع هذه المعلومات وحرمان الجمهور من حقه في معرفتها، مشيرًا إلى أن استخدام تهديدات الدعاوى القضائية من قبل الرئيس لإسكات منشورات تجرأت على نشر تقييمات استخباراتية تخالف تصريحاته الأولية يعد أمرًا أكثر خطورة.
خلفية التهديدات القانونية
يمتلك ترامب تاريخًا طويلًا في استخدام التهديدات القانونية خلال مسيرته التجارية، غالبًا دون متابعة فعلية لهذه التهديدات.
ومع ذلك، خلال العام الماضي، صعّد ترامب حملته القانونية ضد وسائل الإعلام الكبرى، بما في ذلك شبكة CBS، مما دفع خبراء الحريات الصحفية إلى انتقاد استخدامه للتهديدات والدعاوى القضائية لإرباك غرف الأخبار وترهيبها.
الخطاب القانوني، الذي أرسله المحامي أليخاندرو بريتو، أحد محامي ترامب الشخصيين، زعم أن تقارير نشرتها CNN ونيويورك تايمز بتاريخ 24 يونيو كانت كاذبة وتشهيرية. ركزت هذه التقارير على تقييم استخباراتي مبكر أشار إلى أن الضربات الجوية الأمريكية على مواقع التخصيب النووي الإيراني لم تحقق التدمير الكامل الذي ادعاه ترامب، الذي أصر على أن المواقع قد تم تدميرها بالكامل.
ردود الفعل داخل الإدارة
أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية وجود التقييم الاستخباراتي، لكنهم زعموا أنه كان منخفض الثقة، وأشاروا إلى أن تسريبه كان يهدف إلى تقويض موقف الرئيس الأمريكي.
وتعهد عدد من المسؤولين بإجراء تحقيقات في التسريبات، فيما دعا ترامب إلى ملاحقة المسربين قضائيًا.
وفي تصعيد لهجته ضد وسائل الإعلام، طالب ترامب يوم الأربعاء بطرد إحدى الصحفيات في CNN، ناتاشا بيرتراند، التي شاركت في كتابة التقرير الأولي. وردت CNN بدعم صحفيتها بنسبة 100%، مؤكدة أن تغطيتها للتقييم الاستخباراتي كانت دقيقة وتخدم المصلحة العامة.
سياق الخلاف حول الضربات على إيران
تأتي هذه التطورات في أعقاب تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول الضربات الجوية على إيران، والتي وصفها بأنها نجاح تام، في حين أشارت تقييمات استخباراتية إلى أن تأثيرها كان محدودًا. هذا التناقض أثار جدلًا واسعًا حول مصداقية الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية. وفي سياق متصل، كشفت استطلاعات رأي أجرتها CNN أن غالبية الأمريكيين لا يوافقون على الضربات الجوية على إيران، مما يزيد من الضغط على ترامب لتبرير هذه العمليات.
كما سلطت وسائل الإعلام الضوء على قضايا أخرى مرتبطة بالهجمات، بما في ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت الضربات تنتهك الدستور الأمريكي، ومحاولات ترامب خلال قمة حلف الناتو للرد على التقييمات الاستخباراتية المبكرة. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير عن جهود دبلوماسية سرية لإعادة إطلاق محادثات مع إيران، مما يعكس التعقيدات السياسية والاستراتيجية التي تحيط بهذه الأزمة.
تأثير التهديدات على حرية الصحافة
تثير تهديدات ترامب القانونية مخاوف جدية بشأن حرية الصحافة في الولايات المتحدة.
ففي الوقت الذي تعتمد فيه الديمقراطية على التقييمات الاستخباراتية المحايدة لتقييم السياسات الخارجية، فإن محاولات إسكات وسائل الإعلام التي تنشر هذه المعلومات تهدد هذا المبدأ الأساسي.
كما أشار ماككرو في رده، فإن دور وسائل الإعلام يكمن في إبلاغ الجمهور بالحقائق، حتى لو كانت تتعارض مع رواية السلطة.