BBC: كيف منحت طالبان الأمان للأفغانيين وسلبتهم حقهم في الحياة؟

سلبت طالبان الأفغانيين حقهم في الحياة

BBC: كيف منحت طالبان الأمان للأفغانيين وسلبتهم حقهم في الحياة؟
صورة أرشيفية

بعد مرور عام على استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان توقفت الأعمال الإرهابية والقصف، وبدلًا من تهديد الحياة بالسلاح يعيش الأفغان الآن تهديدا من نوع آخر فيحاربون الجوع ونقص الإمدادات وانعدام فرص العمل، فمع وصول طالبان للحكم تذوق الأفغان طعم الأمان ولكن نسوا مذاق الطعام والشراب.

الحرية هي الثمن

هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تجولت في هذه المناطق وأجرت عدة مقابلات مع سكانها، لتكشف عن وجه آخر للحياة في أفغانستان يكاد يكون منسيا ولكنه أكثر مأساوية وظلامًا من باقي مدن الدولة المنكوبة، حيث أشارت الإذاعة البريطانية إلى غياب النساء عن هذه القرى، حيث يتم إجبارهن على التواجد في المنازل وعدم الخروج منها لأي سبب، ففي هذه القرى هناك مؤيدون لطالبان وآخرون لا يؤيدون أي طيف سياسي ويبحثون عن الأمان فقط حتى لو كانت الحرية هي الثمن، يقول لالاي: "الحياة جيدة جدًا الآن، والناس سعداء، لا توجد حرية أو حقوق للحياة، ولكن على الأقل لا يوجد قصف لا يوجد إطلاق نيران متبادل، فلن تجد منزلاً واحدًا في المنطقة دون استشهاد اثنين أو ثلاثة من أقاربه على الأقل، ووفقًا للإذاعة البريطانية، فإن العديد من الأفغان يشعرون باليأس العميق من الاتجاه الذي تتخذه طالبان في البلاد، ومع ذلك، في المناطق الريفية، ولا سيما في الجنوب والشرق -التي يهيمن عليها عرقية البشتون- هناك العديد من الأشخاص الذين يدعمون طالبان أو على الأقل يشعرون بأن الحياة بدون حقوق ولكن بأمان أفضل كثيرًا، حيث تنتشر في سانجين رسائل تذكير بالصراع في كل مكان: حطام المنازل التي دمرتها الغارات الجوية الأميركية أو الأفغانية، فضلاً عن الندوب على الطريق المؤدية إلى عاصمة هلمند لشكر جاه، التي خلفتها قنابل طالبان.

أمان بلا حياة

وأشارت الشبكة البريطانية، إلى أنه داخل مدينة لشكر جاه، يشيد كل من تحدثنا إليهم بتحسن الأمن، ولكن هناك معركة جديدة في المدن الأفغانية ضد الجوع وغياب الحريات، حيث تم تقليص التمويل الأجنبي الذي كان يستخدم لدعم الحكومة السابقة وتجميد احتياطيات البنوك في أفغانستان منذ تولي طالبان السلطة العام الماضي، الآن الفقر وسوء تغذية الأطفال شبح يهدد الجميع، يقول رجل مسن: "أنزل إلى الدوار عند الفجر لمحاولة العثور على عمل كعامل، ولكن حتى لو وصل شخص واحد يعرض وظيفة، فإن 50 آخرين يتجمعون حوله أولاً، فالجميع هنا رغم تحسن الظروف الأمنية وتوقف القتال، إلا أنهم بلا حياة، فأسعار المواد الغذائية الأساسية ليست في المتناول، كما أنه لا يوجد فرص عمل حقيقية، لقد منحتنا طالبان الأمان وسلبت حقنا في الحياة، فلا يمكننا الاعتراض او المطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية".

في السياق ذاته، يقول حاجي بريداد، مقاول بناء: "حتى عندما أصلي، أظل أفكر في ديوني وكيف سأدفعها"، ويضيف "رغم أننا سعداء لانتهاء الحرب، لكنني لا أكسب شيئًا، وأوضحت الشبكة أن هذا المشهد يوحي بأن طالبان تتمتع بدعم شعبي في أفغانستان ولكن الحقيقة أن الشعب لا يوجد أمامه بديل، فالحركة عندما اعتلت الحكم، توقفت عن الأعمال الإرهابية كما أنها تمنع إجراء الانتخابات الديمقراطية وبالتالي لا يمكن قياس مدى شعبية الحركة.

قمع طالبان

ووفقًا للإذاعة البريطانية، فإن هلمند هي أيضًا واحدة من أكثر المقاطعات التي تخضع لسيطرة شديدة في البلاد، حيث قيل إن أي شخص ينتقد طالبان علانية يواجه الاعتقال أو حتى أسوأ من ذلك، وفي ديسمبر 2021، اعتقلت حركة طالبان في هلمند نافيد عظيمي، مدرس اللغة الإنجليزية، لكتابته منشورًا على فيسبوك ينتقد نقص رواتب موظفي الحكومة، لم يمض وقت طويل بعد أن ألقى النهر بجثته، يقول ناقد محلي آخر لطالبان، إنه تم اعتقال حوالي 20 شخصًا بسبب نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفًا: "لا يمكنك قول أي شيء على الإطلاق"، واصفًا كيف تعرض البعض للتهديد ببساطة، بينما احتُجز آخرون في السجن، قائلاً "طالبان تمارس عليهم أنواعًا مختلفة من التعذيب، حيث تقوم بضربهم بالكابلات والأنابيب وتثبيت رؤوسهم تحت الماء".