تركيا.. ماذا وراء محاولات أردوغان لتصفية الأجواء مع سوريا والدول العربية؟.. خبير يجيب
يسعي أردوغان لتصفية الأجواء مع سوريا والدول العربية
شهدت العلاقات التركية السورية محاولات من نظام أردوغان لفتح قنوات اتصال مع دمشق، حيث كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد على هامش مؤتمر لوزراء دول عدم الانحياز في بلجراد، حيث أكد الوزير التركي لنظيره السوري استعداد بلاده لتحقيق مصالحة بين النظام السوري والجماعات المعارضة.
مزاعم تركية
الإعلام التركي تحدث عن 5 شروط وضعتها دمشق لعودة العلاقات مع تركيا -دون رد رسمي أو غير رسمي من دمشق- وهي: عودة سيطرة دمشق على إدلب ونقل إدارة معبر ريحانلي- جيلفا جوزو الحدودي ومعبر كسب الجمركي إلى دمشق وفتح ممر تجاري بين دمشق جيلفا جوزو وسيطرة دمشق بالكامل على ممر النقل الإستراتيجي المعروف باسم M4 وتقديم تركيا الدعم لسوريا أمام العقوبات الأميركية والأوروبية على شركات ورجال أعمال سوريين، وفي المقابل تطلب تركيا تطهير مناطق حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وتطبيق الدمج السياسي والعسكري بين الحكومة والمعارضة بعد عودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة، حسب مزاعم الإعلام التركي.
مراوغات أردوغان
يرى سلمان شبيب، المحلل السياسي السوري، أن ما يحدد اتجاهات تطور العلاقة بين سوريا وتركيا في المرحلة القادمة هو جدية الطروحات التركية الأخيرة والأهداف التي يضعها أردوغان من وراء ما يبدو أنه انعطاف ومراجعة تركية للعلاقة بين البلدين وللسياسة التركية الإقليمية، وأوضح في تصريحات لـ"العرب مباشر"، لا يمكن أن ننظر بحسن نية لهذا التحول لأننا ندرك أن أردوغان لديه مشروع كبير وأطماعه في سوريا والأرض السورية هي مدخله لتحقيق هذا المشروع الذي يمكن وصفه بأنه عثمانية استعمارية جديدة، لافتًا إلى أن قناعتنا أن العلاقة بين البلدين لا يمكن أن تشهد تحولا إيجابيا عميقا على الأقل في المدى المنظور وأننا سنشهد مرحلة أخرى من مراوغات أردوغان، مؤكدًا أن حتى هذا اليوم لا تزال الممارسات التركية الفعلية على الأرض تتناقض مع محاولات القيادة التركية تلطيف الأجواء مع النظام السوري.
محاولات لتحسين العلاقات
وأكد المحلل السياسي السوري، أن أردوغان فشل في الحصول على موافقة يحتاجها من أحد الطرفين الفاعلين في الأزمة السورية - أميركا وروسيا - لعملياته العسكرية التي أعلن عنها لاحتلال المزيد من الأرض والمدن السورية، كما أنه على أبواب انتخابات مصيرية تحتاج إلى تقديم إنجازات سياسية خارجية ويحتاج أردوغان بشدة إلى تحسين علاقته مع بعض الدول العربية الأساسية كمصر ودول الخليج كلها أسباب نعتقد أنها دفعته إلى هذه المناورة الجديدة التي لا تملك نصيباً كبيراً من النجاح.