محلل في الشؤون الدولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل مرشح للتمدد إذا غابت الوساطات

محلل في الشؤون الدولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل مرشح للتمدد إذا غابت الوساطات

محلل في الشؤون الدولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل مرشح للتمدد إذا غابت الوساطات
الصراع الإيراني الإسرائيلي

تصاعدت مؤشرات التوتر بين إسرائيل وإيران خلال الأيام الأخيرة، على خلفية تبادل التهديدات بين الجانبين، ما أثار مخاوف من تجدد الصراع المفتوح بين الطرفين في المنطقة، خصوصًا بعد تصريحات حادة من مسؤولين عسكريين في طهران وتل أبيب.

التهديدات الإيرانية جاءت على لسان قيادات في "الحرس الثوري"، التي توعدت برد قاسٍ على أي استهداف إسرائيلي لمصالح طهران في سوريا أو لبنان، بالتزامن مع تلميحات إسرائيلية بتنفيذ ضربات استباقية ضد "أذرع إيران"، وعلى رأسها حزب الله، وسط تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة قرب الحدود الشمالية.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب "لن تسمح بترسيخ النفوذ الإيراني قرب حدودها"، في إشارة إلى الضربات المتكررة التي تستهدف مواقع عسكرية تابعة لطهران في العمق السوري.

في المقابل، حذر مسؤولون إيرانيون من أن "أي عدوان إسرائيلي جديد سيكون بمثابة إشعال للحرب"، مؤكدين جاهزية القوات الإيرانية للرد المباشر وبصورة مختلفة عن السابق.

ويرى مراقبون أن الصراع بين الطرفين يتخذ طابعًا غير تقليدي، يعتمد على حروب الوكلاء والضربات النوعية، لكن التصعيد الإعلامي والعسكري الحالي قد يُنذر بانزلاق إلى مواجهة أكثر انفتاحًا، خاصة في ظل التوتر الإقليمي الكبير المرتبط بالحرب في غزة والتغيرات في التحالفات الدولية.

في هذا السياق، دعت أطراف دولية إلى ضبط النفس واحتواء الموقف، في محاولة لتفادي اتساع رقعة المواجهات في الشرق الأوسط.


وأكد الدكتور علي الجبالي، الخبير في الشؤون الدولية، أن التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال الأيام الأخيرة تعكس تحولًا نوعيًّا في شكل الصراع بين الطرفين، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد دون تدخل دبلوماسي فاعل قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية مباشرة، أو على الأقل مواجهات بالوكالة أكثر حدة في ساحات مشتعلة مثل سوريا ولبنان.

وقال الجبالي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إن "إسرائيل تسعى لتقويض النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، خصوصًا عبر الضربات الجوية التي تنفذها بشكل شبه دوري في الداخل السوري، بينما تُحاول إيران استخدام أدواتها الإقليمية كأوراق ضغط وتهديد متبادل"، مؤكدًا أن "الخطاب المتشدد من الجانبين يزيد من احتمالات الانزلاق إلى صراع أكبر".

وأضاف أن تزامن التصعيد مع الحرب الجارية في غزة يُعقّد المشهد الإقليمي، ويجعل من أي شرارة جديدة في الملف الإيراني الإسرائيلي احتمالًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل تراجع التنسيق الأميركي الإيراني حديثًا، وغياب آلية احتواء واضحة.

وحذّر الجبالي من أن بعض الأطراف الإقليمية قد تستغل التوتر لتوسيع نفوذها أو جرّ المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار، داعيًا إلى تحرك أممي وأوروبي عاجل لإعادة الطرفين إلى طاولة الحوار غير المباشر، وتثبيت قواعد الاشتباك، بما يحول دون انفجار المواجهة.