50 يومًا حاسمة.. هل تنجح تهديدات ترامب لبوتين في وقف حرب أوكرانيا

50 يومًا حاسمة.. هل تنجح تهديدات ترامب لبوتين في وقف حرب أوكرانيا

50 يومًا حاسمة.. هل تنجح تهديدات ترامب لبوتين في وقف حرب أوكرانيا
زيلينسكي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض جمعه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، عن خطة جديدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة، من بينها منظومات الدفاع الجوي باتريوت، إلى جانب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين إذا لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف لإطلاق النار خلال خمسين يومًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

نقل الأسلحة بسرعة ومرونة أوروبية


وأكد ترامب أن أنظمة باتريوت الدفاعية وغيرها من الأسلحة الأمريكية ستُرسل إلى أوكرانيا بسرعة كبيرة، في ظل حاجة كييف الماسة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ضد الحرب الروسية المتواصلة.


ولفت إلى أن الأسلحة ستباع أولًا لدول أوروبية، لتقوم تلك الدول بدورها بنقلها إلى أوكرانيا، أو استخدامها لتعويض مخزوناتها الخاصة التي ستُرسل إلى أوكرانيا.


لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أوضحوا لاحقًا أن تفاصيل الخطة لا تزال قيد الإعداد، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية التنفيذ وسرعة التنفيذ الفعلية.

شكوك حول تهديد الرسوم الجمركية


ورغم أن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تتعامل تجاريًا مع روسيا أثار ضجة، إلا أن محللين شككوا في مصداقيته، مشيرين إلى أن تنفيذ هذا التهديد قد يعني مواجهة اقتصادية مباشرة مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، التي بلغ حجم تجارتها السنوية مع روسيا نحو 250 مليار دولار، بما يشمل واردات ضخمة من النفط.


ويرى الخبراء أن ترامب، المعروف بتحديده لمواعيد نهائية لا يلتزم بها، قد لا ينفذ فعليًا هذا التهديد حتى بعد انقضاء مهلة الخمسين يومًا.

ترحيب أوكراني وتأييد داخلي


قوبلت تصريحات ترامب بترحيب كبير في أوكرانيا وفي أوساط داعميها في واشنطن، خاصة بعد المخاوف الأخيرة من احتمال تخلي الإدارة الأمريكية عن دعمها العسكري. 


ووصفت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، القرار بإرسال المزيد من منظومات باتريوت إلى أوكرانيا بأنه خطوة ستنقذ أرواحًا عديدة، وأكدت أن هذه الخطوة أصبحت ممكنة بفضل استثمارات أوروبا في الأمن المشترك.

تراجع في العلاقات مع بوتين وتفاهم مع زيلينسكي


يمثل التحول في خطاب ترامب ابتعادًا عن لهجته السابقة المتوددة لبوتين. وكان ترامب قد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق بأنه جاحد ومتعجرف، لكنه عاد خلال المؤتمر الأخير ليشيد بـ"الشجاعة الهائلة" التي تبديها أوكرانيا في مقاومة العدوان الروسي.


ويُعتقد أن موافقة أوكرانيا في أبريل الماضي على اتفاق لتقاسم ثروتها المعدنية مع الولايات المتحدة ساهمت في تحسين العلاقة بين ترامب وزيلينسكي، وهي خطوة تماشَت مع طبيعة ترامب القائمة على الربح المتبادل.

الجوانب الاقتصادية للخطة العسكرية


يرى مراقبون أن هذه الخطة تناسب طبيعة ترامب البراغماتية، حيث تتيح للولايات المتحدة تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال بيع الأسلحة إلى أوروبا، كما تُجنّب الرئيس الأمريكي الاتهامات بأنه يسلك النهج نفسه لإدارة بايدن في ضخ الأموال والأسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا.


ومن المتوقع أن تشمل حزمة المساعدات الجديدة أنظمة باتريوت إضافية، حيث تمتلك أوكرانيا بالفعل عددًا منها، لكنها طالبت بالمزيد حديثًا. 


وأشار ترامب إلى أن دولًا عدة تمتلك أنظمة باتريوت ستتبرع بها لأوكرانيا، على أن تحصل على بدائل من الولايات المتحدة، دون أن يحدد أسماء تلك الدول. لكن الرئيس الأوكراني كان قد ذكر ألمانيا والنرويج ضمن الدول التي أبدت استعدادًا لشراء باتريوت من أجل دعم كييف.

شكوك في فعالية التهديدات الاقتصادية


وأكدت المحللة جينيفر كافانا من مركز "ديفينس برايوريتز"، والتي تدعو إلى سياسة عسكرية أمريكية أكثر انضباطًا، أن بوتين لا يزال يرفض مبادرات السلام الأمريكية لأنه يرى أن روسيا تملك الأفضلية الميدانية، وأن لا شيء من الولايات المتحدة أو أوروبا يمكنه تغيير هذا الواقع.


كما لفتت إلى أن قدرة أوروبا وأمريكا على دعم أوكرانيا بأسلحة إضافية محدودة بسبب نفاد المخزونات، وأن الوقت اللازم لإنتاج شحنات جديدة قد يستغرق شهورًا أو سنوات.


أما تهديد ترامب بفرض رسوم ثانوية على الدول التي تتعامل مع روسيا، فيُعد أكثر جدية من فرض رسوم مباشرة، خصوصًا في مجال الطاقة. إذ تعتمد روسيا على صادراتها من النفط والغاز، لا سيما إلى الصين والهند، لتعويض خسائرها من العقوبات الغربية.


ومع أن الهند قد تكون قادرة على خفض وارداتها التي بلغت الآن 40% من نفطها من روسيا، إلا أن الصين تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لموسكو، حيث كانت تمثل قبل الحرب أكثر من 15% من وارداتها النفطية.