الجنرال كيلوغ وسياسة السلام بالقوة .. هل تنجح إدارة ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية؟
الجنرال كيلوغ وسياسة السلام بالقوة .. هل تنجح إدارة ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية؟
في خطوة لافتة قبيل عودته إلى البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين الجنرال السابق كيث كيلوغ موفدًا خاصًا إلى أوكرانيا وروسيا، وهي خطوة تأتي وسط أجواء مشحونة بالتوتر في الصراع الأوكراني-الروسي، التعيين أثار جدلًا واسعًا، حيث يراه البعض دليلًا على توجه إدارة ترامب نحو حل الصراع عبر مبدأ "السلام بالقوة"، بينما يُثير مخاوف كييف وحلفائها الأوروبيين من احتمالية تقديم تنازلات قد تكون على حساب المصالح الأوكرانية.
*كيلوغ.. الجنرال المقرب من ترامب*
كيث كيلوغ، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال ولاية ترامب الأولى، يتمتع بعلاقة وثيقة بالرئيس المنتخب، وهو ما انعكس في تصريحات ترامب على منصة تروث سوشال، حيث قال: "كيلوغ معي منذ البداية، معًا سنحقق السلام من خلال القوة".
ويُعرف كيلوغ بخبرته العسكرية الطويلة ورؤيته البراغماتية في حل النزاعات، إلا أن تعيينه أثار تساؤلات حول استراتيجيات إدارة ترامب المستقبلية، لا سيما في ظل تصريحاته السابقة حول ضرورة التفاوض المباشر مع روسيا للوصول إلى حلول طويلة الأمد.
*ملامح خطة كيلوغ للسلام*
بحسب تقارير إعلامية، وضع كيلوغ بالتعاون مع خبراء أمنيين خطة مفصلة للتعامل مع الصراع في أوكرانيا. وتشمل الخطة، تجميد الصراع مؤقتًا، حيث تسعى الإدارة القادمة إلى تحقيق وقف إطلاق نار سريع كخطوة أولى، مع تجميد الوضع الميداني للتفاوض على حلول طويلة الأمد.
بالإضافة إلى استمرار الولايات المتحدة في تسليح أوكرانيا وتعزيز دفاعاتها، ولكن بشروط تتضمن مشاركة كييف في محادثات السلام مع موسكو.
ولضمان قبول روسيا في المفاوضات، تقترح الخطة تأجيل انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي مقابل اتفاق سلام شامل يتضمن ضمانات أمنية.
في السياق ذاته، تتضمن إحدى الأفكار المطروحة السماح لروسيا بالاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها حاليًا مقابل قبول أوكرانيا في الناتو، وهو اقتراح يُثير جدلًا واسعًا داخل دوائر السياسة الأمريكية والدولية.
*مخاوف أوكرانية وأوروبية*
على الجانب الأوكراني، أثار تعيين كيلوغ قلقًا في كييف، حيث تخشى القيادة الأوكرانية من أن تفضي الاستراتيجية الجديدة إلى تجميد الصراع دون تحقيق أهدافها باستعادة الأراضي المحتلة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبّر عن أمله في الاطلاع على خطة ترامب للسلام، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أوكرانيا لن تقبل بأي تسوية تتضمن تنازلات عن سيادتها.
وعلى الصعيد الأوروبي، واجهت الخطة انتقادات من بعض الحلفاء الذين يعتبرونها مهادنة لروسيا، مما قد يُؤدي إلى تقويض الجهود الدولية لعزل موسكو بسبب سياساتها العدائية.
*تحول في الموقف الأمريكي*
يُمثل تعيين كيلوغ تحوّلًا محتملًا في موقف الولايات المتحدة من الحرب، حيث تسعى إدارة ترامب إلى إنهاء الصراع من خلال الدبلوماسية القسرية، بدلًا من الاعتماد على المساعدات العسكرية المفتوحة كما كان الحال في إدارة بايدن.
ويرى مراقبون أن هذا التغيير قد يصطدم بعقبات كبيرة، أبرزها موقف روسيا المتشدد وغياب الثقة بين الأطراف المتنازعة، فضلًا عن المعارضة الداخلية داخل الولايات المتحدة من قبل الديمقراطيين وبعض الجمهوريين الذين يرفضون تقديم أي تنازلات لروسيا.