بعد نجاح اتفاق لبنان: هل تقترب غزة من التهدئة؟.. خبراء يُجيبون
بعد نجاح اتفاق لبنان: هل تقترب غزة من التهدئة؟.. خبراء يُجيبون
في ظل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، تتجه الأنظار مجددًا إلى غزة، هنا، تبرز تساؤلات ملحة: هل يمكن أن تنتقل الهدنة والهدوء من لبنان إلى القطاع المحاصر، ومع استمرار العمليات العسكرية، تلوح في الأفق إشارات حول استعداد حركة حماس للحديث عن هدنة مشروطة، تتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف تقوده إدارة بايدن، وهل تقبل إسرائيل بتنازلات قد تثير الداخل الإسرائيلي المتوتر بالفعل.
*غزة بين التهدئة والحصار*
تُشير المعطيات الأخيرة إلى تحرك أمريكي ودولي لإيجاد صيغة لوقف إطلاق النار، تستند جزئيًا إلى زخم التهدئة اللبنانية، ومع استعداد حركة حماس للقبول بصفقة تشمل تبادل أسرى ورفع الحصار، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تستطيع الأطراف تجاوز التعقيدات التي تقف أمام أي اتفاق طويل الأمد في غزة؟ التقرير التالي يستعرض مواقف الأطراف المختلفة، ويبحث في ديناميكيات التهدئة المرتقبة.
بعد نجاح اتفاق التهدئة في لبنان، ظهرت مؤشرات على مرونة جديدة لدى حماس للتفاوض حول تهدئة شاملة في غزة.
من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية،: إن الحركة تقرأ المشهد الإقليمي والدولي بتمعن، مشيرًا إلى أن الحصار الطويل والوضع الإنساني الكارثي يدفعان نحو هذه المرونة.
ويؤكد المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر" - أن المطالب الفلسطينية تتراوح بين رفع الحصار وإعادة الإعمار، مضيفًا أن حماس عليها التركيز على ملف التفاوض كوسيلة لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
*السباق مع الزمن*
جهود إدارة بايدن لتأمين تهدئة في غزة تأتي في وقت حساس، حيث تُواجه الإدارة ضغوطًا داخلية قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية: إن الإدارة الأمريكية تسعى لاستغلال نجاح هدنة لبنان للدفع نحو حل مشابه في غزة، رغم إدراكها لحساسية الوضع الإسرائيلي.
وأكد فهمي - لـ"العرب مباشر" - أن بايدن يُواجه معضلة، حيث إن أي تنازلات إسرائيلية الآن قد تُؤدي إلى انقسام داخلي، في وقت تنتظر الإدارة فيه تسليم السلطة المحتمل لدونالد ترامب، المعروف بمواقفه الأكثر تشددًا تجاه حماس.
وأضاف فهمي، أنه على الجانب الإسرائيلي قد تكون الحكومة الإسرائيلية مستعدة للتفاوض بشروط محددة؛ أهمها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق الصواريخ.
لكن فهمي أكد أن المؤشرات تُوحي بأن الحكومة الإسرائيلية لن تقبل باتفاق يمنح حماس شرعية سياسية جديدة قد تعزز مكانتها في حكم غزة.
الانقسامات داخل حماس: قوة أم ضعف؟
في السياق ذاته، تُشير التقارير إلى وجود انقسامات بين قيادات الداخل والخارج داخل حركة حماس.
د. فهمي يُؤكد أن قيادة الداخل، التي تتحمل وطأة الحرب، هي الأكثر إلحاحًا في السعي إلى تهدئة.
بينما يُشير إلعاد إلى أن قيادات الخارج، مثل خالد مشعل، قد تفتقر إلى تأثير مباشر على الوضع الميداني، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وأضاف، رغم هذه الانقسامات، حماس تُحاول الحفاظ على وحدة قرارها السياسي، حيث تُركز الجهود على استثمار الدعم الإقليمي، مع محاولة تقليل الخسائر العسكرية والإنسانية.
وأضاف، أن إسرائيل قد تدفع نحو البحث عن شريك فلسطيني بديل لحماس لإدارة القطاع. موضحًا إن الانتخابات الفلسطينية المقبلة قد تكون الساحة التي تحدد طبيعة العلاقة بين حماس وباقي الأطراف الفلسطينية.