أكبر الباكر.. مهندس فشل الخطوط الجوية القطرية
تباهى وتفاخر به النظام القطري، يميناً ويساراً، وأغدق عليه الأموال ودعمه بشتى السبل، إلا أن الفساد لا يجني إلا الفساد نفسه، فوجه أكبر الباكر صفعة قوية لتنظيم الحمدين، محققاً فشلاً ذريعاً في إدارته لشركة الخطوط القطرية، في عدة محطات، لاسيَّما خلال أحداث تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
من هو أكبر الباكر؟
ولد عام 1962 في الدوحة، وحصل على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والتجارة، وعمل لمدة طويلة حتى 1990، في إدارة محلات "بيبي كير" ببلاده، لذلك كون ثروة ضخمة جعلته رجل أعمال شهير، وله أعمال تتعلق بالمقاولات والعقارات والوكالات التجارية.
منذ 1997، يتولى منصب الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، التي تتكون من "القطرية للعطلات" و"القطرية لخدمات الطيران" و"الشركة القطرية للأسواق الحرة" و"مطار الدوحة الدولي" و"الشركة القطرية للتوزيع" و"القطرية لرجال الأعمال" و"فندق أوريكس روتانا" و"الشركة القطرية لتموين الطائرات".
كما شغل عدة مناصب في بلاده، منها رئيس مجلس إدارة الهيئة القطرية للسياحة منذ عام 2000، ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للنقل الجوي، وعضو مجلس الأمناء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وعضو غير تنفيذي في شركة مطار هيثرو القابضة المحدودة، في أغسطس 2017، انتخبه الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" لرئاسة مجلس المحافظين، لمدة عام واحد.
سقطات الباكر
تعددت سقطات الباكر عدة مرات، أظهرت عداءه تجاه الرباعي العربي وعنصريته، حيث سبق أن قال، في يونيو 2018، إن الشركة القطرية لا يصلح لإدارتها سوى الرجال، ما أثار هجوماً نسائياً كبيراً ضده، ليكرر تمييزه ضد المرأة بتصريح آخر وصف فيه مضيفات الطائرات الأميركيات بأنهن "جدات"، وأن متوسط العمر في طاقم شركته 26 عاماً، والتي اعتبرت تصريحات مسيئة من حيث التمييز على أساس الجنس والفئة العمرية، وقال إن شركات الطيران الأميركية لا ترقى للمستوى.
كما خصص جانباً من حديثه للإساءة لدول المقاطعة العربية، حيث إنه في مطلع 2019، أدلى بتصريح مسيء أيضاً هو أن "الإمارات عدو قطر ولن نشتري حصة جت إيروايز"، وعقب أشهر قليلة، وصف المصريين بالأعداء، في تصريح آخر مثير للجدل.
مهندس الفشل
رغم الادعاءات الظاهرية العديدة بنجاح شركة الخطوط الجوية القطرية، إلا أنه بواقع الأمر بذخ النظام الأموال على الظاهر للشركة التي تكبدت خسائر بلغت نحو 639 مليون دولار في السنة المالية الماضية، وهو ما يعني أن الخسائر تضاعفت أكثر من تسع مرات قياساً بالعام السابق.
ومنذ بداية المقاطعة العربية لقطر، شهدت الشركة الجانب الأكبر من الخسائر، لذلك فقدت الكثير من مشاريعها، ولاحقتها خسائر بالملايين، كما تجاهل الشعب القطري ووجه أغلب حواراته الصحفية لوسائل الإعلام الغربية، فضلاً عن كونها السبب في نقل فيروس كورونا للبلاد، لتسيير رحلاتها الجوية إلى البلدان المتضررة من أجل الربح المالي دون الالتفات لمصلحة الشعب القطري، منها إيران التي كانت بؤرة الوباء في منطقة الشرق الأوسط.
بينما ندد القطريون بسوء الأوضاع على متن رحلات الشركة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الطيران وأن 90% من العاملين في الخطوط القطرية، أغلبهم من الجنسيات الآسيوية.
خسائر سببها الباكر
ظهر مؤخراً جلياً فشل الباكر في عدة مستويات بالشركة، آخرها إعلانه احتمالية إلغاء طلبيات شراء طائرات إذا لم توافق شركات صناعة الطائرات على تأجيل عمليات تسليم بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا في تدمير الطلب على السفر.
كما تراجع حجم عملياتها مؤخرا لأكثر من 75%، وتم وقف 75% من أسطول الخطوط القطرية، وفيما قلت أعداد المسافرين بمطار حمد الدولي إلى 90% مقارنة بما قبل الأزمة، فيما تراجع صافي أرباح استثمار القابضة في 2019 5.6% إلى 55.07 مليون ريال قطري لتوصي بعدم توزيع أرباح والعائد على السهم 0.066 ريال قطري.
وبسبب ذلك التدهور لدى الخطوط الجوية القطرية، أعلن الباكر أن الموظفين من المستوى المتوسط وما فوقه ستنخفض رواتبهم إلى النصف لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، مضيفاً أن هذا التأجيل الجزئي للرواتب هو إجراء مؤقت من المتوقع أن يستمر لثلاثة شهور بدءاً من أبريل، رغم أنها أشارت إلى أنه قد يجري تمديده "تبعاً للوضع الاقتصادي"، مدعياً أن الجزء غير المدفوع من الرواتب سيجري دفعه "في أقرب وقت ممكن عندما تسمح الظروف"، دون أي تفاصيل عن أعداد هؤلاء الموظفين.
وفي 18 مارس الماضي، استغنت الخطوط الجوية القطرية بشكل مفاجئ عن نحو 200 موظف فلبيني في قطر، بينما قال الباكر: إن الشركة ستضطر في نهاية المطاف لطلب دعم حكومي، محذراً من قرب نفاد السيولة الضرورية لتسيير رحلات.