محلل سياسي: التخادم بين الإخوان والحوثي والقاعدة يعمق الأزمة اليمنية

محلل يمني: التخادم بين الإخوان والحوثي والقاعدة يعمق الأزمة اليمنية

محلل سياسي: التخادم بين الإخوان والحوثي والقاعدة يعمق الأزمة اليمنية
ميليشيا الحوثي

تعيش اليمن حالة من الفوضى المركبة التي تتغذى على تداخل المصالح بين قوى متنازعة ظاهريًا، لكنها تلتقي خلف الكواليس في تحالفات مشبوهة، أبرزها ما يوصف بـ"التخادم" بين جماعة الإخوان والحوثيين وتنظيم القاعدة، وهي قوى لطالما صنّفت كأطراف متناحرة، لكنها تتبادل الأدوار في ساحات الصراع.

وتشير تقارير ميدانية وأمنية إلى تنسيق غير معلن بين هذه الأطراف في مناطق متعددة، خاصة في محافظات مأرب والبيضاء وشبوة، حيث لوحظ تراجع ملحوظ في المواجهات المباشرة، مقابل تنامي أنشطة تهريب الأسلحة وتقاسم النفوذ والموارد.

مصادر محلية تحدثت عن صفقات يتم بموجبها إطلاق سراح عناصر من القاعدة من سجون تسيطر عليها جماعة الإخوان، مقابل تسهيلات ميدانية للحوثيين في بعض الجبهات. وفي المقابل، تغض جماعة الحوثي الطرف عن تحركات مشبوهة لعناصر مرتبطة بالإخوان في مناطق سيطرتها، في نوع من "التنسيق غير المعلن" يصفه مراقبون بأنه أكبر من مجرد تبادل مصالح عابر.

الفساد يمثل الوجه الآخر لهذه المعادلة، حيث يُتهم مسؤولون في السلطات المحلية التابعة للإخوان والحوثي على حد سواء، بإدارة شبكات فساد مالي وتسهيل عمليات غسل أموال، إلى جانب دعم عناصر القاعدة لوجستيًا في بعض المناطق الحدودية، مما يعزز مناخًا خصبًا للفوضى والعنف.

ويرى خبراء، أن هذا التخادم يُعقّد فرص السلام، ويكرّس واقعًا تتداخل فيه أجندات دينية ومصالح اقتصادية ونزعات سلطوية، بعيدًا عن معاناة الشعب اليمني الذي يدفع الثمن الأكبر من دمه وأمنه ولقمة عيشه، وفي ظل هذه المعطيات، تتزايد الدعوات المحلية والدولية لفتح تحقيقات شفافة في طبيعة العلاقة بين هذه الأطراف، وسط تحذيرات من أن استمرار هذا التنسيق السري قد ينسف أي جهود دولية لإحلال السلام في اليمن.

في تعليق له على الوضع الحالي في اليمن، أكد عبد الحفيظ نهاري، المحلل اليمني، أن التخادم غير المعلن بين جماعة الإخوان المسلمين والحوثيين وتنظيم القاعدة أصبح أحد الأسباب الرئيسية في تعقيد الأزمة اليمنية.

 وقال نهاري -في تصريح للعرب مباشر-: "ما يحدث في اليمن اليوم هو تجسيد حقيقي لتشابك المصالح بين أطراف كانت في السابق تعتبر أعداءً، لكنها الآن تتبادل الفوائد على حساب الشعب اليمني ومعاناته".

وأوضح نهاري، أن هذا التنسيق غير المعلن بين الجماعات المسلحة "يستهدف تقاسم النفوذ والمكاسب الاقتصادية في مناطق معينة، مما يساهم في استمرار العنف وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في البلاد".

 وأضاف: أن "الفساد الذي يروج له هؤلاء المسؤولون في السلطة، سواء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أو تلك التي تحت سيطرة الإخوان، لا يُظهر سوى التواطؤ على حساب الشعب اليمني، وهو ما يعمق أزماته أكثر فأكثر".

وعن تأثير هذه التحالفات المشبوهة على جهود السلام، قال نهاري: "إن أي جهود دولية لإحلال السلام في اليمن تواجه صعوبات بالغة بسبب هذا التحالف غير الظاهر، وفي النهاية، هناك أطراف لا تسعى إلى السلام بقدر ما تسعى لتوسيع نفوذها وتقاسم السلطة؛ مما يجعل التوصل إلى حل دائم أمرًا بعيد المنال".

وأعرب نهاري عن قلقه إزاء الوضع في اليمن، مؤكدًا أن الشعب اليمني هو من يدفع ثمن هذه الصراعات والمصالح الضيقة، داعيًا إلى تحقيقات شاملة لفضح هذه الشبكات الفاسدة وإنهاء حالة الفوضى المستمرة.