الولايات المتحدة تعاقب الحوثي.. ما تداعيات القرار؟
الولايات المتحدة تعاقب الحوثي
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية قرارا بتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص" لمدة 30 يوما، اعتبارا من يوم الأربعاء. وجاء هذا القرار ردا على الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي اعتبرتها الولايات المتحدة "تهديدا للأمن الدولي والملاحة البحرية".
وقال بيان للوزارة إن هذا التصنيف يهدف إلى "تعزيز المساءلة عن الأنشطة الإرهابية للجماعة"، وأنه سيتم إعادة تقييمه إذا توقف الحوثيون عن شن هجماتهم في المنطقة. وأكد البيان أن الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي للأزمة اليمنية، وتحترم السيادة الوطنية لليمن.
التخفيف من الآثار السلبية على اليمن
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من الآثار السلبية التي قد يخلفها هذا التصنيف على الشعب اليمني، الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وأشارت الوزارة إلى أنها تتخذ خطوات مهمة للتخفيف من هذه الآثار، من خلال التنسيق مع الشركاء والمانحين ومقدمي المساعدات الذين يسهلون تقديم الغذاء والدواء والوقود وغيرها من السلع الحيوية لليمن.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها ستصدر تراخيص تجيز بعض المعاملات المتعلقة باليمن، مثل التحويلات الشخصية والاتصالات والبريد وعمليات الموانئ والمطارات، وذلك لتسهيل حياة الشعب اليمني وتلبية احتياجاته الأساسية.
تداعيات النزاع في الشرق الأوسط
في سياق متصل، أثارت الهجمات الحوثية قلقا دوليا من تضخم النزاع في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وتقول الجماعة الحوثية إنها تشن هجماتها للضغط على إسرائيل والغرب، من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وحذرت بعض الدول والمنظمات الدولية من أن تداعيات الحرب في غزة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالكامل، وتعرض السلام والأمن الإقليمي والدولي للخطر. ودعت هذه الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات السلمية، والالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
قرار منطقي تأخر كثيرًا
من جانبه، يقول المحلل السياسي اليمني عمر مغلس، إن تصنيف الحوثيين كإرهابيين هو قرار منطقي تأخر كثيرًا، فهذه الجماعة تمثل خطرًا على الأمن القومي اليمني والإقليمي والدولي.
وأضاف مغلس لـ"العرب مباشر"، جماعة الحوثي تستخدم العنف والإرهاب كوسيلة لفرض سيطرتها على اليمن والمنطقة، بدعم وتوجيه من إيران، التي تسعى إلى نشر نفوذها وفتنتها في الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية أن يتحد العالم ضد هذا الخطر، ويدعم الشرعية اليمنية والحل السياسي الشامل والمستدام.
وتابع سيلزم تصنيف ميليشيات الحوثي ضِمن قوائم الإرهاب المنظمات الدولية بالعمل من عدن والمناطق المحررة بدلاً من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك في حال منحت الحكومة الأمريكية استثناءات لعمل بعض المنظمات.
وأضاف، على الجانب الاقتصادي، ستضطر الشركات الملاحية الدولية إلى التعامل مع موانئ الحكومة الشرعية وتجنب الموانئ الخاضعة للحوثيين كميناء الحديدة وذلك رغم التهديدات التي يرسلها الحوثيون للتجار للاستيراد عبر ميناء الحديدة.
سيساهم في قطع مصادر تمويل ميليشيا الحوثي
في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي اليمني مجيب المقطري، إن قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص هو قرار حكيم ومنصف، يعكس الوعي بخطورة هذه الجماعة على الأمن والسلام في اليمن والمنطقة والعالم. فالحوثيون ليسوا مجرد طرف متصارع في الأزمة اليمنية، بل هم ميليشيا إرهابية تتبع أجندة إيرانية تهدف إلى نشر الفوضى والتطرف والتدخل في شؤون الدول العربية.
وأضاف لـ"العرب مباشر"، هذا القرار سيساهم في عزل الحوثيين وقطع مصادر تمويلهم ودعمهم من قبل النظام الإيراني، الذي يزودهم بالسلاح والتدريب والإرشاد.
وتابع، بذلك ستضعف قدرة الحوثيين على مواصلة الحرب والعنف والانتهاكات ضد الشعب اليمني والمنشآت المدنية والحيوية في اليمن والمنطقة.
وهذا القرار سيدفع الحوثيين إلى الالتزام بالحل السياسي والمشاركة بجدية في المفاوضات السلمية، والتي تمثل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن وإعادة الشرعية والوحدة والاستقرار للبلاد.