خبراء تونسيون: الإخوان يديرون حرب شائعات ممنهجة لعرقلة مسار الدولة

خبراء تونسيون: الإخوان يديرون حرب شائعات ممنهجة لعرقلة مسار الدولة

خبراء تونسيون: الإخوان يديرون حرب شائعات ممنهجة لعرقلة مسار الدولة
حركة النهضة

تشهد تونس منذ أسابيع تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الشائعات التي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات إعلامية محسوبة على جماعة الإخوان، في محاولة لإرباك الرأي العام وضرب استقرار الدولة، وفق ما أكده مراقبون ومصادر أمنية مطلعة.

وتتنوع هذه الشائعات بين أخبار كاذبة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتسريبات مفبركة حول خلافات داخل أجهزة الدولة، ومحاولات لإثارة الذعر بشأن ملفات الأمن والغذاء، في حملة منسقة يُعتقد أنها تستهدف تقويض الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

ورصدت الأجهزة المختصة زيادة في الحسابات الإلكترونية التي تديرها عناصر موالية لحركة النهضة الإخوانية أو على صلة بها، مشيرًا أن هذه الحسابات تعمل وفق أجندة خارجية تهدف لتشويه صورة تونس في الداخل والخارج، وأن أغلب هذه الحسابات تنشط من خارج البلاد، وتستفيد من التوترات الإقليمية الحالية لتغذية حالة من القلق العام، وذلك بالتزامن مع إجراءات حكومية إصلاحية تهدف إلى إعادة التوازن للاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد.

ويرى مراقبون، أن الحرب الحالية ليست فقط معلوماتية، بل تحمل أبعادًا سياسية وأمنية عميقة، تهدف لإرباك المسار الذي تتجه فيه الدولة نحو بناء مؤسسات قوية بعيدًا عن هيمنة الأحزاب التي ارتبطت بالفشل خلال السنوات الماضية.

من جانبه، أكد المحلل السياسي التونسي كمال العيادي، أن جماعة الإخوان في تونس تحاول العودة إلى المشهد السياسي عبر استثمار الفضاء الرقمي لنشر روايات مضللة، معتبرًا أن ما يجري يمثل "نسخة مكررة من الأساليب التي استخدمتها الجماعة في دول عربية أخرى بعد سقوطها السياسي".

وحذر العيادي -في تصريح للعرب مباشر- من خطورة التفاعل مع هذه الحملات، داعيًا الإعلام التونسي إلى تكثيف جهوده التوعوية وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات لدى الجمهور.

وقال المحلل السياسي التونسي الدكتور منصف العبيدي: إن جماعة الإخوان في تونس، ممثلة في حركة النهضة، تقود "حرب شائعات ممنهجة" تهدف إلى التشكيك في الدولة ومؤسساتها، مشيرًا أن هذه الحملات ليست عفوية بل جزء من استراتيجية متكاملة لخلق مناخ من الفوضى.

وفي تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، أوضح العبيدي، أن "النهضة فقدت حضورها السياسي والشعبي بعد قرارات 25 يوليو 2021، وتحوّلت إلى جماعة تعمل من خارج المؤسسات، معتمدة على أدوات الإعلام الموازية ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والتحريض".

وأضاف: أن أغلب الشائعات المتداولة مؤخرًا – سواء حول انهيار الدينار أو تراجع الاحتياطي الغذائي – تفتقد للمصادر الرسمية، وتُضخم بشكل مقصود لإثارة الخوف والبلبلة. 

ولفت إلى أن "ما نشهده هو محاولة لإرباك الدولة وشيطنة الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة".

وأكد العبيدي، أن هذه الحملات تزداد حدتها كلما تقدمت الدولة في ملفات محاربة الفساد أو إعادة هيكلة الاقتصاد، مضيفًا: "كلما لمسوا نجاحًا للمسار الحالي، زادت حدة التشويش، وهو ما يعكس الخوف من سقوط مشروعهم تمامًا".

ودعا العبيدي التونسيين إلى "عدم الانجرار وراء هذه الموجات الدعائية"، مطالبًا الإعلام الوطني بدور أكبر في التصدي للأخبار الزائفة، والتوعية بخطورة الانخراط غير الواعي في نشر الإشاعات.

واختتم قائلاً: "تونس تواجه معركة وعي، والانتصار فيها لا يكون إلا بتكاتف الجميع حول الدولة ومشروعها الوطني، بعيدًا عن أجندات تيارات لفظها الشارع".

وكانت السلطات التونسية قد أعلنت -في وقت سابق- عن تفكيك شبكات إعلامية مشبوهة تعمل بتمويل خارجي، وتستغل مناخ الحريات لنشر محتوى تحريضي، وهو ما يتقاطع مع الاتهامات الموجهة لحركة النهضة بمحاولة استخدام أدوات الإعلام الموازي لزعزعة الاستقرار.