جحيم على الأرض.. اليمنيون يتعرضون لأكبر أزمة إنسانية في العالم
يتعرض اليمنيون لأكبر أزمة إنسانية في العالم
أكدت مجلة "نيوزويك" الأميركية، استمرار معاناة اليمنيين وتعرضهم لانتهاكات جسدية ونفسية بخلاف معاناتهم من الجوع ونقص المواد الأساسية خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأشارت المجلة الأميركية في تقرير لها إلى قصة الشابة "فتح"، والتي تم إلقاؤها في زنزانة أقرب إلى القبر وحُرمت من الطعام والشراب لساعات، وحصلت على وعود من جلاديها بالإفراج عنها عندما تعترف بممارستها للدعارة، لكنها رفضت الاستسلام والاعتراف بشيء لم تقدم عليه.
وأوضحت "نيوزيك"، أن "فتح"، ليست وحدها حيث يتعرض زملاؤها السجناء، مثلها، وبشكل مستمر للاعتداء الجنسي والاغتصاب، لكن عندما تم إطلاق سراحها ونجت من سجون الحوثي، شاركت قصتها مع التحالف اليمني للمرأة المستقلة.
أسوأ أزمة إنسانية
مجلة "نيوزويك" الأميركية، أكدت أن هذه الحقيقة التي لا يمكن تصورها شائعة في اليمن الممزق بسبب الحرب، والذي وصفت الأمم المتحدة حالته بأنها أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، لذا يجب نتذكر أن 80 بالمائة من إجمالي 30 مليون يمني في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ناهيك عن النزوح والفقر والمجاعة التي تسبب فيها الواقع السياسي الذي يحرم اليمنيين من حقوقهم.
وبدأت الحرب الأهلية اليمنية رسميًا في عام 2014 ، عندما استولت جماعة الحوثي بدعم من إيران، على العاصمة صنعاء، وفي عام 2015، بعد أن بدأ الحوثيون التقدم نحو العاصمة المؤقتة عدن، قادت المملكة العربية السعودية التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومع ذلك، فإن الحرب معقدة للغاية هناك بسبب نجاح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في خلق جيوب نفوذ في اليمن.
وأشارت المجلة الأميركية، إلى أنه تحت حكم الحوثيين ، تم تقييد الحريات بشدة، عبر أدوات الاستبداد مثل الاحتجاز والاختطاف والتعذيب والاغتصاب والتهم الباطلة لاستهداف النساء والمعارضين السياسيين بشكل منهجي علاوة على ذلك، تستهدف هجمات الحوثيين المدنيين بشكل عشوائي، حيث قصفت الميليشيات خلال يناير الماضي مرتين محافظة مأرب، واستهدفوا مواقع مدنية مثل المناطق السكنية ومستشفى رئيسي، وفي أكتوبر عام 2021، أحرق الحوثيون مركزًا للاجئين الأفارقة، ما أسفر عن مقتل 400 إثيوبي وإصابة المئات ممن كانوا ينشدون الأمان في هذا البلد.
انتهاك القوانين الدولية
ونتيجة لحملة الحوثيين ضد المدنيين، بحسب المجلة الأميركية، نزح أكثر من 3 ملايين يمني، كما يواصل الحوثيون تعذيب المدنيين واحتجازهم وقصفهم بشكل عشوائي، وإلى جانب القهر السياسي، تسبب الحوثيون في عدم توفير الطعام للشعب اليمني وتعريضه لأزمات غذائية، عبر استغلال شحنات المساعدات الإنسانية ونقل الأسلحة داخلها، الأمر الذي أجبر الأمم المتحدة على فرض عمليات تفتيش بيروقراطية تستغرق وقتًا طويلاً، مما يؤخر وصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير للسكان.
وكان لهذه السياسة عواقب وخيمة، بحسب "نيوزويك"، لأن اليمن يعتمد على الواردات بنسبة 90 في المائة من معظم إمداداته الغذائية، ونتيجة لهذه الظروف والممارسات الحوثية، عانى اليمنيون من نقص كبير في الغذاء، وأصبح أكثر من 50 في المائة من اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما قُتل حوالي 377 ألف شخص منذ بدء الحرب، و70 بالمائة من القتلى كانوا من الأطفال دون سن الخامسة، الذين ماتوا سواء عن طريق الجوع أو الأسلحة والقذائف.