اختلاس ورشاوى ودعم الإرهاب ..اتهامات تلاحق الجمعيات الخيرية القطرية

اختلاس ورشاوى ودعم الإرهاب ..اتهامات  تلاحق الجمعيات الخيرية القطرية
صورة أرشيفية

بين فترة وأخرى، يتجدد الحديث عن الجمعيات الخيرية القطرية، وكيفية إدارتها للأموال الهائلة التي تحصل عليها كتبرعات، خاصة أن مِن مؤسسي تلك الجمعيات مَن صاروا مِن أصحاب الثروات الكبيرة، ولديهم عقارات وشركات داخل وخارج الدوحة، بعد أن كانوا سابقًا من أصحاب الرزق البسيط.


ويعمل أصحاب الجمعيات على توظيف المقربين منهم، ومنحهم صلاحيات عليا تخولهم تنفيذ أنشطة "فاسدة"، وفقًا لحديث بعض المتابعين الذين قالوا: إن ذلك يتم وسط رقابة ضعيفة من قِبل الجهات الرسمية التي تتبع بشكل مباشر للنظام القطري.


اتهام جمعية "راف" القطرية بالخيانة


"جمعية راف القطرية " التي أسسها "ثاني بن عبد اللاه آل ثاني"، شقيق أمير قطر، قبل عدة سنوات، هي من بين الجمعيات التي يدور نقاش حول عملها، مع الحديث عن اتساع عملها بطريقة جنونية، في مناطق داخلية وخارجية خلال الأعوام الماضية، ومع إثارتها الجدل مرات كثيرة حين ظهر مسؤولوها وموظفوها وهم يرددون الدعاء للمتبرعين بالقرب من الكعبة.


ضجة كبيرة عاشتها منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، بسبب الحديث عن أنشطة "مشبوهة" لتلك الجمعية، خاصة بعدما خرج مسؤولوها لمواجهة المنتقدين واتهموهم بالخيانة والتعامل مع الجهات المعادية، وهددوهم بمحاكمة عشائرية وقضائية.


وقابل النشطاء ذلك بتشديد حدة الانتقادات لها، وتوسعوا في الحديث عن ممارساتها "الفاسدة"، ونشروا لإثبات اتهاماتهم وثائق ومحادثات سرية مسربة، وبعض الشهادات لمواطنين، وتساءلوا عن سبب صمت الجهات الرسمية تجاه تلك التصرفات.


وتعمل مؤسسة "راف" الإنسانية القطرية، تحت ستار العمل الإنساني والخيري في الظاهر، والحقيقة أن هي المسؤولة الأولى  في دعم الجماعات المتطرفة، وأنه قد بلغ حجم الأموال التي أنفقتها "راف" في السودان حوالي 37 مليون دولار كلها موجهة إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة.


"عيد الخيرية" وأكل مال اليتامى!


أما جمعية "الشيخ عيد الخيرية" والمملوكة للشيخ "عيد بن محمد آل ثاني"، اتهمت من قِبل إدارة الجمعيات الخيرية بهيئة الدخل الكندية بدعم الإرهاب، وكانت الجمعية على مدار سنوات طويلة تقدم خلال شهر رمضان 500 قسيمة شرائية، قيمة كل واحدة 40 دولارًا، ويتم صرفها من أحد المحلات التجارية على المواد الغذائية، بمبلغ إجمالي يصل إلى 20 ألف دولار، وتقول الجمعية: إنها تجمعها من أهل الخير في دولة "قطر".


ولكن قبل سنتين، نشب خلاف بين صاحب المتجر والجمعية، وسحبت الأخيرة صلاحيات صرف القسائم الشرائية منه، واتجهت نحو متجر آخر، وحينها خرج الرجل ليتحدث بين أهل المنطقة عن فساد الجمعية التي كانت تستلم منه فواتير قيمتها تصل إلى أكثر من 30 ألف دولار، في حين أنها لا تدفع له سوى 20 ألفًا فقط.


وكشف صاحب المتجر، أن الجمعية كانت تشرف على توزيع كفالات أيتام ضِمن مشروع ممول وأنه في إبريل من تلك السنة، طلبت سيدة تعول ثلاثة يتامى المساعدة من مؤسسة "عيد"، واتضح لهم أنها تستفِدْ من برنامج الكفالة عَبْر جمعية محلية ترسل لها أموال الكفالة، لكنها تحصل على مبلغ شهري بقيمة 30 دولارًا فقط.


وبعد أن قامت السلطات البريطانية بالاتصال بالمكفولين الموجودين في سجلاتهم، والتي حصلوا عليها من الجمعية المحلية الشريكة، للتأكد من المبالغ التي يحصلون عليها من الجمعية التي تصلها مبالغ الكفالات، ظهر أن غالبية كفلاء وأسر الأيتام يحصلون على مبلغ 30 دولارًا من أصل مبلغ قد يصل إلى 250 دولارًا للأسرة، وكشفت تحقيقاتهم أن الأموال يتم جمعها وتصديرها إلى عناصر المرتزقة الإرهابيين في أوروبا وعلى إثر ذلك توقف تمويل مؤسسة "عيد" الخيرية.


فساد الجمعيات الخيرية القطرية


وقبل نحو ثلاثة أعوام، اتهمت تقارير استخباراتية أميركية، بعض الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بممارسة الفساد بأشكاله المتنوعة، والتي تشمل دعم الجماعات الإرهابية.. السرقة، والاختلاس، والرشوة.

وكشفت التقارير أن النظام القطري يشكل ستارًا لتلك الجمعيات خاصة أن عددًا من أمراء الأسرة الحاكمة إما يملكون جمعيات تموِّل الإرهاب،  وإما يتسترون على أعمال تلك الجمعيات المنافية للأمن القومي العالمي بدعم الجماعات الإرهابية.