أفغانستان.. كيف حرمت طالبان النساء من وظائفهن لتلقي بهن للأعمال الشاقة؟

حرمت طالبان النساء من وظائفهن لتلقي بهن للأعمال الشاقة

أفغانستان.. كيف حرمت طالبان النساء من وظائفهن لتلقي بهن للأعمال الشاقة؟
صورة أرشيفية

بعد أن استولت طالبان على السلطة في أعقاب الانسحاب المتسرع للجنود الأميركيين، جمد المجتمع الدولي أصول أفغانستان وامتنع عن المساعدة، وبسبب المشاكل الاقتصادية التي تلوح في الأفق، اضطر عدد من العائلات والأطفال للعمل في مصانع الطوب من أجل إطعام أنفسهم، حركة طالبان التي قررت فصل النساء من وظائفهن لم تحرك ساكنًا أمام اضطرار النساء وأطفالهن للعمل في مصانع الطوب والأعمال الشاقة لتوفير قوت يومهن.

من أجل الخبز

صحيفة "تولو نيوز" الهندية، كشفت أن في ثلاثة مصانع طوب فقط، تعمل 170 أسرة مع أطفالها في الأشغال الشاقة، وقال مصدر مسؤول: "هناك 170 عائلة تعمل في صناعة الطوب، وهناك حوالي 60 شخصًا أتوا إلى هنا بدون عائلة، كما ذكر أصحاب هذه المصانع أنه في أعقاب ارتفاع أسعار الفحم، انخفض دخل العمال في هذه المصانع، كما قالت عائلات تعمل في المصانع إنه من أجل العثور على الطعام، طُرد أطفالهم من المدرسة وهم منشغلون بالعمل في المصنع من الصباح إلى المساء، وقال جافيد، عامل في المصنع: "أعمل هنا لتوفير قطعة خبز لعائلتي، رغم أنها لا تساعد كثيرًا"، بينما قال عمران البالغ من العمر تسعة أعوام، والذي ترك المدرسة لإطعام أسرته، إن اثنتين من شقيقاته تعملان أيضًا في المصنع من الصباح حتى المساء، وفي نهاية اليوم يكون إجمالي دخلهم أقل من 500 أفغاني، وقال عمران، وهو طفل عامل آخر يعمل في المصنع: "علينا أن نعمل من أجل توفير قطعة خبز للأكل".

وقال جان علم، المسؤول عن جلب العائلات إلى كابول، إنهم يدفعون 350 أفغانيًا لكل أسرة لصنع 1000 طوبة، وأضاف أنه أحضر حتى الآن 70 أسرة إلى المصنع، مشيرًا إلى أن أطفال العائلات يجلبون الرمال ويعمل كبارهم في صناعة الطوب.

ووفقًا للمفتش العام الأميركي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR)، فقد ما لا يقل عن 900 ألف أفغاني وظائفهم منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، تتأثر النساء العاملات بشكل كبير من هذه الأزمة، حيث من المتوقع أن ينخفض توظيف النساء بنسبة 21 في المائة بحلول منتصف عام 2022، كما ارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير، وأدى الفقر في أنحاء كثيرة من البلاد إلى تعريض ملايين الأشخاص للخطر، منذ استيلاء طالبان على السلطة.

ثلثا السكان فقراء

وأكدت الصحيفة الهندية أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت قوات طالبان تتقدم بثبات في كابول، أفغانستان، بعد أن استولت على الأراضي طوال الصيف، وكان آلاف الأشخاص يحاولون الهرب، بمن فيهم المسيحيون الأفغان، وفر المئات منهم إلى باكستان ودبي وأبوظبي، وقال شعيب عبادي، شريك صوت الشهداء في كندا، "ليس لديهم الكثير من الحرية في تلك البلدان، والمستقبل مجهول أيضًا، واليوم، يواجه المواطنون الذين تخلفوا عن الركب اضطرابًا مستمرًا، إنهم يتعرضون لتهديد يومي؛ فالقتال مستمر ونسمع كل يوم أن طالبان يهاجمون، فهم يقتلون المدنيين".

وتابعت: إن الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة أنهى حربا استمرت 20 عاما في أغسطس من العام الماضي، ولكنه ترك أفغانستان تحت حكم طالبان، حيث أصدرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي تقريراً وصف انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان منذ سيطرة طالبان، بالإضافة إلى ذلك، يحتاج ما يقرب من ثلثي السكان إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ولا يشمل هذا المجموع الناجين من زلزال 22 يونيو في شرق أفغانستان.