"مراوغات تركية".. المرتزقة عالقون في ليبيا ويرفضون العودة لسوريا

يراوغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نقل المرتزقة الذين ما زالوا عالقون في ليبيا

صورة أرشيفية

لا تزال عملية عودة المرتزقة السوريين الموالين لتركيا من ليبيا متوقفة، منذ الأسبوع الماضي وحتى اليوم،  فالدفعة التي غادرت الأراضي الليبية الأسبوع الماضي، لم تصل سوريا حتى الآن، حيث كان من المقرر أن تتم عملية عودة المرتزقة السوريين المدعومين من أنقرة إلى سوريا على دفعات، إلا أن الجانب التركي بدأ بالمراوغة والمناورة ، واستمر بذلك حتى اليوم، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لتؤكد المعلومات أن تأخر عودة المرتزقة فجر استياء كبيرا بينهم هناك، لاسيما وأنهم يعيشون أوضاعاً سيئة جدا مع عدم صرف رواتبهم.

مناورة تركية

من جانبه يقول الباحث الليبي، أحمد الربيعي، إن كل ما جرى من منتصف نوفمبر من العام 2020 حتى اللحظة، ما هو سوى عمليات تبديل للمرتزقة السوريين حيث تعود دفعة إلى سوريا وتقوم الحكومة التركية بإرسال دفعة أخرى مقابلها، ويأتي ذلك على الرغم من جميع المطالب الدولية بخروج المرتزقة من ليبيا، وعلى الرغم من انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الأجنبية وتحديدا "المرتزقة" من ليبيا، والتي انبثقت عن توافق "ليبي – ليبي" جرى التوقيع عليه في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 ومدته 3 أشهر، وبالرغم من انتهاء المهلة في  23 يناير 2021، أي ما يقرب من ثلاثة أشهر أخرى لم تخرج مجموعات المرتزقة من ليبيا.

وأضاف: " تعداد المرتزقة الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف مرتزق سوري من الذين جندتهم المخابرات التركية، بينهم 350 طفلا دون سن الثامنة عشرة، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد الإرهابيين الذين وصلوا إلى ليبيا، 10000 بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية".

و كشفت تقارير أن مجموعة مؤلفة من نحو 380 مقاتلا من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، قد وصلت الأراضي التركية خلال الأيام الماضية، دون معلومات حتى الآن عن وجهتها القادمة، فيما إذا كانت هي ليبيا أم منطقة أخرى أم البقاء في تركيا، فيما يقدر عدد الدفعة العائدة إلى سوريا بنحو 120 مرتزقا مسلحا، و يأتي هذا فيما تقوم ميليشيات موالية لأنقرة في الشمال السوري المحتل من قبل تركيا والميليشيات الإرهابية المسلحة التابعة له، بتجهيز دفعة من مقاتليها لإرسالهم إلى تركيا، دون وجهة محددة.

تخفيض الرواتب الشهرية

فيما أوضحت مصادر بأن فرقة موالية لتركيا أخبرت عناصرها بأن رواتبهم الشهرية ستكون 500 دولار أميركي ، ومن المرتقب أن تخرج الدفعة إلى تركيا خلال الساعات القليلة القادمة، كما يخشى بعض المرتزقة السوريين من أن تكون عودة قلة قليلة منهم إلى سوريا مناورة تركية وعودة إعلامية فقط لا غير، حيث إن هناك أكثر من 6630 مرتزقا لا يزالون عالقون في الأراضي الليبية.

و أكدت المصادر  أن هناك نوايا من قبل الحكومة التركية التي تدير ميليشيات المرتزقة، لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا من أجل حماية القواعد التركية هناك، كما أن الكثير من المرتزقة لا يرغبون بالعودة إلى سوريا بل الذهاب إلى أوروبا عبر إيطاليا.

استقطاب المرتزقة

وفي إحدى الشهادات الموثقة عن المرتزقة السوريين في ليبيا، يقول ر.م، والبالغ 35 عاما المنحدر من منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، والذي جندته الفصائل الموالية لتركيا والمخابرات التركية: "أنا متزوج ولدي عائلة مكونة من 5 أفراد، كنت سابقاً أعمل في أحد أفران الخبز ثم انتقلت للانضمام إلى الفصائل براتب لا يتعدى 150 ليرة تركية  أي ما يعادل 20 دولارا أميركيا وتسبب النزوح وتشردي في انهيار وضعي المعيشي بشكل كامل، ما أجبرني على الذهاب للقتال في ليبيا".

ويذكر أن المجتمع الدولي كان صعد خلال الأشهر الماضية ضغوطه من أجل خروج كافة المقالين الأجانب من ليبيا، لا سيما المرتزقة التي نقلتهم أنقرة على مدى أشهر من سوريا، على الرغم من انتقادات الأمم المتحدة.