أزمة جديدة.. الشعب الأفغاني بين إدمان المخدرات وانتقام حركة طالبان
يعيش الشعب الأفغاني أزمة جديدة بين إدمان المخدرات وانتقام حركة طالبان
تعيش الأفغانيات والأطفال في خوف دائم من تعرضهم للسجن في معتقلات حركة طالبان التي تسيطر الآن على أفغانستان، وسط استمرار الانتهاكات وسوء الأحوال المعيشية التي تعصف بمعظم سكان البلاد.
واقتحم جنديان من طالبان منزلًا بالقرب من قندهار الشهر الماضي، بحثًا عن " فرزانا" السيدة البالغة من العمر 40 عامًا، وأم لثمانية أطفال يشتبه في تعاطيهم المخدرات، وكان نصر الله، زوج فرزانة، اعتقل قبل أسابيع قليلة، لكنه هرب من الحركة وما زال مختبئا منهم.
ذعر شعبي
وأكدت صحيفة "جلوبال آند ميل" الهندية، في تقرير لها أن الآلاف من السيدات والأطفال في أفغانستان يخشون بطش حركة طالبان التي تسيطر على الحكم، واعتقالهم بحجج وتهم واهية، مثل إدمان مخدر الأفيون، كما حدث مع فرزانة، حيث التقى الجنود بعثمانية ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات.
وقالت فرزانة: إن عثمانية أخبرت عناصر طالبان وهي ترتجف أن والدتها ليست بالمنزل ووعدتهم بالإبلاغ عن أمها عند عودتها، لتكون بمثابة لعبة قط وفأر يائسة، فقد كانت فرزانا وأطفالها يلعبونها لتجنب حملة طالبان على تجارة المخدرات التي أُعلن عنها في إبريل الماضي، بحسب الصحيفة.
وتابعت "جلوبال آند ميل"، أن بعض المدمنين الأفغان يخشون السجن، لأنه لن يوفر لهم الأمان ولا العلاج، بالإضافة إلى نبذهم من قِبل بقية أفراد أسرهم وجيرانهم.
وتعد حياة فرزانا جزءًا من مأساة متصاعدة يعاني فيها معظم الشعب الأفغاني وخصوصا السيدات، في الوقت الذي تكافح فيه أفغانستان الفقر والمجاعة.
إدمان المخدرات يضرب أفغانستان
وفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من 10 في المائة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونًا مدمنون، وفي المقابل برامج العلاج من المخدرات نادرة، ومع هذا يعد إدمان المخدرات مشكلة ليست جديدة في أفغانستان، حيث كانت البلاد أكبر مزارع للأفيون في العالم ومنتج رئيسي للأفيون لمدة 30 عامًا على الأقل، لكن معدلات الإدمان ارتفعت مؤخرا بشكل كبير.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن زيادة عدد المدمنات الأفغانيات بأكثر من 600 في المائة خلال العقد الماضي، حيث تركهن الصراع العسكري الممتد عرضة للقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وهي عوامل خطر شائعة لتطوير اضطرابات تعاطي المخدرات.
وبحسب الصحيفة الهندية، منذ دخول حملة طالبان ضد المخدرات حيز التنفيذ، تم القبض على آلاف الرجال الذين يتعاطون المخدرات وسجنهم.