جولة بايدن في الشرق الأوسط.. أهم الملفات ودلالاتها وتوقيتها

يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولة في الشرق الأوسط

جولة بايدن في الشرق الأوسط.. أهم الملفات ودلالاتها وتوقيتها
الرئيس الأمريكي جو بايدن

يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، بعد مرور عام ونصف على دخوله البيت الأبيض، والتي تحمل العديد من الدلائل وسر التوقيت الحالي لهذه الجولة.


وتتزامن هذه الزيارة مع المفاوضات الجارية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، فيما يعتبر حلفاء واشنطن الإقليميون أن السلوك الإيراني يشكّل تهديدًا لمصالحهم، كما تتزامن هذه الزيارة أيضًا مع الارتفاع الحادّ في أسعار موارد الطاقة نتيجة الصراع في أوكرانيا.

ملفات هامة 

وتشهد تلك الجولة الهامة عقد قمة أميركية- خليجية- مصرية- عراقية- أردنية، لطرح العديد من التقديرات حول القضايا الرئيسية على أجندة هذه الجولة. من بين هذه الأفكار بناء "ترتيب أمني" جديد في المنطقة.

يقول مشاري الزايدي، المحلل السياسي السعودي: إن الزيارة الحالية للرئيس الأميركي، وإدارته، لمنطقة الشرق الأوسط، بداية من إسرائيل والضفة الغربية، ثم السعودية، التي تُعقد فيها قمتان، سعودية وخليجية/عربية، لها آثار كبيرة، ومنها  اكتشاف المقاربة الأميركية لملفات الأمن العربي والتعاون بين الدولة الأولى في العالم، مع دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن والعراق، أي منطقة الشرق الأوسط "العربية".

وأضاف المحلل السعودي أنه سبقت زيارة "بايدن" تنسيقات عربية بينية،  على شكل زيارات وقمم مصغرة، والآن بقي تتويج هذا التنسيق بتعاون جديد وعهد مختلف عن المقاربات السابقة للحزب الديمقراطي الأميركي مع الأمن العربي، وهذا ما سنراه في قمتَيْ جدة المرتقبتين، مشيرًا إلى أن الحسابات أثبتت أن السياسة لا تعرف العواطف والشعارات الحماسية، قدر معرفتها بحسابات الواقع الصلب وموازين القوى الفعلية.

القضية الفلسطينية حاضرة 

وحول أهم الملفات في تلك الجولة يقول شادي محسن، الباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات: إن من أهم الملفات أن القضية الفلسطينية ستكون على جدول الزيارة الأميركية إلى الشرق الأوسط لا يخرج عنها إلا مجرد إشارات لفظية ووعود أميركية غير مكتملة تظل حبيسة الاعتبارات الاقتصادية فقط؛ أي منح الفلسطينيين آفاقًا اقتصادية لا تقترب من الحلول السياسية الحقيقية. 

وأضاف أنه بجانب أن فرصة تحقيق اختراق جاد في القضية الفلسطينية تعرقله متغيرات إقليمية ودولية ذات طابع أمني حرج، وتعرقله كذلك متغيرات إسرائيلية جديدة مثل زيادة فرص صعود حكومة يمينية متطرفة.

الملف الإيراني 

فيما قال الدكتور علي عاطف، الباحث في الشؤون الإيرانية، إنه تأتي زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى منطقة الشرق الأوسط وسط تحولات بارزة على مستوى الإقليم والساحة الدولية؛ فالزيارة التي بدأها بايدن يوم 13 يوليو 2022، تتزامن مع تأزم المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى والتي كانت قد بدأت أولى جولاتها في إبريل 2021 وانتهت مؤخرًا بعقد محادثات غير مباشرة ذات صلة بها بين طهران والولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة أواخر شهر يونيو الماضي. 

وأضاف الباحث في الشؤون الإيرانية أن الزيارة كذلك في ظل مخاوف إيرانية من تشكيل تحالفاتٍ إقليمية بين بعض دول المنطقة تزعم بعض الأوساط الإيرانية أنها مناهضة لطهران، على الرغم من أنه لم يثبت حتى الآن الإقدام على خطوات بهذا الشأن. وتستحوذ هذه الأخيرة على اهتمام كبير في طهران، وهي المنطلق الذي تقرأ من خلاله إيران بالأساس زيارة بايدن.

ولفت إلى أنه من المرجح أن تضع زيارة بايدن خارطة طريق بشأن مستقبل المفاوضات النووية الإيرانية، والتي يُتوقع أن تصبح أكثر تعثرًا خلال الأيام المقبلة؛ خاصة بعد الإعلان الأميركي عن استعداد إيران لإرسال مئات الطائرات المسيرة إلى ميدان الحرب في أوكرانيا، ولا يقتصر الأمر على هذا، فاختيار إسرائيل لتكون محطة رئيسية في الزيارة، في ظل تعثر المفاوضات وتطوير إيران لأسلحة من قبيل الصواريخ والطائرات المسيّرة، يقودنا إلى الاعتقاد بأن الزيارة سوف تضع ملامح رئيسية لكيفية مواجهة إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لأنشطة إيران العسكرية الإقليمية.