عمليات متتالية في نيجيريا.. داعش تودع الشرق الأوسط وتنشر جنودها في إفريقيا
عقب خروج مليشيات داعش الإرهابية من منطقة الشرق الأوسط باتت تنتشر بشدة في القارة الإفريقية، وتنظيم داعش الإرهابي ما يزال يمثل تهديدًا جديًا للسلم والأمن الدوليين، ولاسيما في غرب إفريقيا والساحل، وهما المنطقتان "الأكثر تضررًا من نشاطات "داعش" والجماعات التابعة له".
وتواصل المجموعات التابعة لـ"داعش" العمل بمزيد من الاستقلال عن البنية المركزية لـ"داعش"، ما يثير مخاوف ظهور منطقة واسعة من عدم الاستقرار من مالي إلى حدود نيجيريا، وباتت بصمات الإرهاب منتشرة في القارة الافريقية، خاصة في دولة نيجيريا والتي تحارب مليشيات داعش في السنوات الأخيرة.
مقتل 7 عسكريين نيجيريين
ومؤخرًا قتل سبعة عسكريين نيجيريين بانفجار لغم أرضي في شمال شرق البلاد في منطقة ينشط فيها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وقال قياديان في مليشيا تقاتل عناصر داعش: إن العسكريين كانوا متوجهين إلى كوكاوا عندما انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع بشاحنتهم.
وبحسب القيادي في المليشيا باباكورا كولو فإن جميع الجنود السبعة الذين كانوا في الشاحنة قتلوا في الانفجار الذي وقع في قرية باوارتي، وأكد وقوع الانفجار والحصيلة مسؤول آخر في المليشيا إبراهيم ليمان، وحمل المسؤولان مسؤولية الهجوم إلى تنظيم داعش في غرب أفريقيا، الفصيل المهيمن في منطقة بحيرة تشاد.
الإرهاب ينتشر في القارة السمراء
وقد شكلت الوفيات العالمية الناجمة عن الإرهاب في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء خلال 2023 نحو 48% من الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية في العالم، ورغم أن بعض الأقاليم في إفريقيا شهدت قدرًا من تراجع العمليات الإرهابية خلال 2023، مثل دول شمال وشرق إفريقيا، حيث تراجعت عمليات حركة الشباب المجاهدين الإرهابية بالصومال في العام الماضي مقارنة بالأعوام السابقة، إلا إن منطقة غرب إفريقيا شهدت نشاطًا للحركات الإرهابية في 2023 في ضوء استمرار موجة الانقلابات العسكرية التي حدثت بها، وفي ظل انسحاب القوات الدولية المخصصة لمواجهة الإرهاب في هذه المنطقة.
وتخوض القوات النيجيرية حرباً ضد المتمردين في المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن. وقتل نحو 40 ألف شخص ونزح مليونان من منازلهم في شمال نيجيريا، وتراجعت حدة الصراع في الأشهر الأخيرة، لكنّ تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا ومنافسته بوكو حرام ما زالا يستهدفان القوافل.
ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن ما بعد خروج عناصر داعش انتشروا بقوة نحو إفريقيا بمساعدة حركات مثل بوكو حرام، كذلك ساهم وجود أجزاء شاسعة من الصحراء والحدود المفتوحة في مناطق كثيرة في إفريقيا، في انتشار وسهولة تنقل عناصر الحركات الإرهابية، وهذا يساعد في رفع قدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ عملياتها بأكثر من دولة.
وأضاف عيد - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن داعش مؤخراً باتت تهدد عبر عمليات في شمال نيجيريا وفي دول جوارها مثل النيجر والكاميرون، وكذلك الهجمات التي شنتها حركة الشباب المجاهدين في الصومال ودول جواره وهو ما يجذب المزيد من عناصر تنظيم داعش إلى القارة، خصوصًا بعد فقده الأماكن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق بعد 2017 وبحثه عن أماكن بديلة للانتشار.
بينما يرى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، طارق البشبيشي، أن الوضع في إفريقيا يسهل عمل الجماعات الإرهابية بداية من وضع أمنى صعب للغاية، وكذلك أوضاعًا سياسية وفقر، وبالتالي نرى انتشارًا كبيرًا لداعش وبوكو حرام والشباب في الصومال والقاعدة، وكلها خرجت من رحم الإرهاب، وتنشر افكاراً طائفية وسط مجتمعات فقيرة وبلا ثقافة.
وأضاف البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الأوضاع مريبة في الوقت الحالي في قارة أفريقيا، خاصة مع عدم اهتمام الأمن العالمي بما يحدث في أفريقيا، ووضع الانتباه للحروب الكبرى في غزة وأوكرانيا، وبالتالي تقوم الجماعات الإرهابية بالانتشار، وتسعى الجماعات الإرهابية إلى بسط نفوذها والسيطرة على المناطق التي يوجد بها موارد في الدول الإفريقية، وقد شهدت السنوات الماضية صراعًا بين أفرع التنظيمين الأبرز في القارة، وهما داعش والقاعدة.