مدير المركز الفرنسي تكشف خطورة تنظيم الإخوان وانتشاره في باريس
مدير المركز الفرنسي تكشف خطورة التنظيم وانتشاره في باريس
حرب شاملة على جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب لدى الكثير من الدول، بدأتها فرنسا بقيادة وزير داخليتها جيرالد دارمانين، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس إيمانويل ماكرون.
خطورة الجماعة
أدركت الحكومة الفرنسية أخيرًا الخطورة الكبيرة التي يشكلها الإخوان الذين تسللوا إلى البلاد، وظهروا في الكثير من الأنشطة سواء في المدارس أو الجامعات، وحتى المنظمات والمؤسسات الخيرية.
وفي السياق، قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات: إنّ "جماعة الإخوان عملت على تكوين إمبراطورية مالية وفكرية منذ عام 1978، بهدف تعميق وجودها وتعزيز نفوذها في المجتمع الفرنسي، وارتبط التنظيم بعلاقة مصالح مع عدد من الأحزاب السياسية داخل فرنسا".
وأشار - في تقرير له نُشر عبر موقعه الإلكتروني-، إلى أنّ "فرنسا تضم أكثر من (250) جمعية إسلامية على كامل أراضيها، منها (51) جمعية تعمل لصالح الإخوان، بالإضافة إلى التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا وجمعية الإيمان والممارسة ومركز الدراسات والبحوث حول الإسلام والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ومعهد ابن سينا لتخريج الأئمة. وهذه الجمعيات تمارس نشاطاً سياسياً، وتعمل لصالح الجماعات المتطرفة".
مخطط الانتشار
في هذا الصدد تقول الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية: "إنه تحاول هذه الجمعيات وفي مقدمتها جماعة الإخوان، منذ أعوام التمدد في أوساط المسلمين الفرنسيين من أجل إنشاء نظام خلافة لهم هناك".
وأوضحت، أنّه منذ عدة أعوام تبحث الحكومات الفرنسية المتعاقبة عن آليات لمواجهة هذا التمدد عبر تأهيل متخصصين في الإسلام المعتدل بفرنسا، مع ضمان تلبيتهم لمتطلبات الاندماج في المجتمع الفرنسي، مثل إتقان اللغة الفرنسية، والحرص على التنوع الثقافي، واحترام تراث وتاريخ وقانون البلاد، والحفاظ على مبادئ وقيم الجمهورية والعلمانية.
وتابعت، أنّه منذ عام 2019 زاد عدد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في فرنسا من (50) ألفاً إلى (100) ألف عضو، حيث أن تغلغل حركة الإخوان في الحياة الفرنسية تتزايد بشكل شبه يومي.
ولفتت، أنه استخدمت الجماعة الجامعات والمنظمات الطلابية كمنصات لنشر أفكارها وتجنيد أتباعها، وكان في ذلك الوقت للنشطاء التونسيين المرتبطين بحركة النهضة الإسلامية دور بارز في هذا الصدد.
بداية الإخوان
ويعود تاريخ تواجد الإخوان في فرنسا إلى الستينيات من القرن الماضي، حين هاجر بعض القيادات والعناصر الإخوانية من الدول العربية إلى فرنسا، بعد أن تعرضوا للملاحقة في بلدانهم الأصلية بسبب إرهابهم وفكرهم.
ومن بين هؤلاء المهاجرين، كان الشيخ سعيد رمضان، صهر حسن البنا مؤسس الجماعة، الذي أسس في جنيف مركزاً إسلامياً يُعتبر مقرّاً للإخوان في أوروبا.
واستفادت الجماعة حينها من وجود عدد كبير من المهاجرين المسلمين في فرنسا، خاصة من الجزائر والمغرب وتونس، وحاولت تنظيمهم وتوجيههم وتعليمهم وفق رؤيتها الإخوانية.