زيارة مهمة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار جولة خليجية يزور بعدها المملكة العربية السعودية، وتأتي زيارة بوتين ضربا لكل الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وأوروبا لعزل الرئيس الروسي على الساحة العالمية، التي باءت بالفشل.

دلالات الزيارة 

وكشف تقرير لشبكة "رؤية" أنه تشكل زيارة بوتين النادرة إلى الإمارات والسعودية أهمية خاصة وحيوية لبلاده التي تعتبر من جهة أبوظبي شريكا اقتصاديا رئيسيا في منطقة الخليج، اعتبارا لكون حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد عن نصف حجم إجمالي التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي، كما ترى روسيا أيضا أن علاقتها مع السعودية خاصة لأنها تشكل ضمانة لاستقرار منظمة أوبك + وأسواق النفط العالمية.

وكشف مراقبون أن من بين الملفات الرئيسية خلال القمتين الحرص على تقديم مزيد من الدعم لاتفاق أوبك + الذي يدفع باتجاه خفض إنتاج النفط، ما يعزز السياسة الروسية الساعية لتجنب تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، من جهة أخرى، تكتسي أهمية مرتبطة بترؤس روسيا مجموعة بريكس العام المقبل، وسط سعيها لإقناع الإمارات والسعودية بالانضمام إليها في أفق تعزيز مكانتها وجعلها قوة اقتصادية عالمية.

تحمل العديد من الرسائل

يقول الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الزيارة تحمل العديد من الرسائل وتؤكد أن روسيا لا تزال قادرة على ممارسة النفوذ وحشد الدعم من الدول التي هي في حاجة إليها، وخاصة أن تلك الزيارة تأتي بعد مرور 60 يوما على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، المحطة التي يتوقع أن تتغير من خلالها الكثير من المعادلات في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الخبير في الشؤون الدولية في تصريح لـ"العرب مباشر"، من المرجح أن يكون لموسكو دور كبير في المستقبل الجديد للشرق الأوسط الذي قد تسهم حرب القطاع بتحديده، وخاصة أن بوتين يحاول إبراز دور روسيا السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، ومنافسة أميركا والغرب.

علاقة قوية

فيما يرى المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي أن بوتين يرتبط بعلاقة خاصة مع الشيخ محمد بن زايد، وخاصة أن الإمارات أكبر شريك أساسي عربي لموسكو، لافتا أن الإمارات التزمت بتوجه وخط متوازن خلال الفترة الأخيرة ما أكسبها ثقة الجميع في المنطقة.

وأضاف المحلل السياسي الإمارات أن الرئيس الروسي بوتين يثق بالإمارات بأن لها المقدرة على حل أزمة أوكرانيا وروسيا، فإن هذه الزيارة تمثل أهمية كبرى لروسيا ولدول الخليج في الوقت الحالي لما تحمله من رسائل ودلالات مهمة في هذا التوقيت.