بعد هاشم صفي الدين.. ماذا ينتظر حزب الله في ظل الفراغ القيادي

بعد هاشم صفي الدين.. ماذا ينتظر حزب الله في ظل الفراغ القيادي

بعد هاشم صفي الدين.. ماذا ينتظر حزب الله في ظل الفراغ القيادي
هاشم صفي الدين

في خضم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يظل مصير هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، معلقًا في مهب الريح بعد غارة إسرائيلية وصفت بأنها الأضخم منذ اغتيال حسن نصر الله. 

بينما تتعالى الأصوات حول ما إذا كانت هذه العملية قد أسفرت عن مقتل أحد أبرز المرشحين لخلافة نصر الله، تتزايد الأسئلة حول مستقبل حزب الله في ظل هذه الأحداث المزلزلة. فهل ستكون هذه نهاية حقبة، أم بداية مرحلة جديدة من الصراع؟

تضارب المعلومات حول مقتل هاشم صفي الدين

نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصدرين إسرائيليين، إن نتائج الهجوم الذي استهدف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، ما تزال غير واضحة.

 وفقًا للمصادر، كان صفي الدين مختبئًا في مخبأ عميق تحت الأرض.

بينما لم يحدد الموقع ما إذا كانت الغارة الإسرائيلية قد أدت إلى اغتيال صفي الدين. و أفادت مصادر أخرى، منها قناة العربية، بأن إسرائيل تأكدت من مقتل صفي الدين، المرشح المحتمل لخلافة حسن نصر الله كأمين عام لحزب الله، إلى جانب كل من كانوا معه خلال الغارة على مقر استخبارات الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تفاصيل الهجوم

وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت، أن الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت يُعتبر الأضخم منذ اغتيال حسن نصر الله قبل أسبوع. تم استخدام قنابل خارقة للتحصينات، حيث أُلقي ما يقارب 73 طنًا من القنابل في محاولة اغتيال صفي الدين.

 القناة 14 الإسرائيلية أفادت، بأن الهجوم كان موجهًا خصيصًا لاستهداف رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.

وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر أمنية، أن الضربة على الضاحية الجنوبية كانت أكبر من الضربة التي أسفرت عن مقتل نصر الله.

 كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين، أن الغارات استهدفت اجتماعًا لكبار قادة حزب الله، بما في ذلك صفي الدين.

مصير صفي الدين

مصدر أمني لبناني، ذكر أنه انقطع الاتصال بهاشم صفي الدين منذ الغارة ولا يُمكن الوصول إليه، مشيرًا إلى أن فرص نجاة أي شخص في مكان الاستهداف شبه معدومة؟

وقال المصدر للعرب مباشر: " إن حزب الله لم يتلق أي أنباء عن مصير صفي الدين، حيث تواصلت الصعوبات في التواصل".

من هو هاشم صفي الدين؟

يُعتبر هاشم صفي الدين أحد أبرز الأسماء المطروحة لخلافة حسن نصر الله في قيادة الحزب. وُلد في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر، وتلقى تعليمه في النجف، وكان من مؤسسي حزب الله في عام 1982. تولى منصب رئيس المجلس التنفيذي للحزب خلفًا لنصر الله بعد اغتيال عباس الموسوي.

صفي الدين مقرب من الحرس الثوري الإيراني وله صلات عائلية مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي اغتيل في يناير 2020، حيث تزوج ابنه رضا في عام 2020 من زينب سليماني.

في ظل هذه الأحداث المتسارعة، يبقى مصير هاشم صفي الدين لغزًا، حيث تترقب الأوساط السياسية والأمنية في المنطقة المزيد من التفاصيل حول تطورات هذا الهجوم وتأثيره على مستقبل حزب الله.

مصير حزب الله بعد مقتل هاشم صفي الدين

يقول الخبير اللبناني في الشؤون السياسية والأمنية، الدكتور فؤاد العلي: إن "موت هاشم صفي الدين، إذا تأكد، سيشكل تحولًا كبيرًا في مسار حزب الله". 

ويضيف: "يُعتبر صفي الدين أحد أبرز الشخصيات داخل الحزب، واغتياله قد يترك فراغًا قياديًا هائلًا، خاصةً مع غياب حسن نصر الله الذي أصبح الآن جزءًا من التاريخ".

ويشير العلي - في تصريحات للعرب مباشر-، إلى أن "حزب الله سيواجه تحديات مزدوجة؛ فهو مضطر لإعادة ترتيب صفوفه في ظل تراجع تأثيره التقليدي، كما سيحتاج إلى تعزيز موقفه بين قواعده الشعبية".

 ويفسر ذلك بأن "التغيرات القيادية قد تؤدي إلى انقسامات داخلية أو تباين في استراتيجيات الحزب، ما قد ينعكس سلبًا على فعاليته في مواجهة التحديات الإقليمية".

ويختتم العلي حديثه بالقول: "إذا كانت أي عملية اغتيال ستسهم في تعزيز انقسام الحزب، فقد نكون أمام مشهد جديد قد يؤثر على توازن القوى في لبنان والمنطقة ككل".