حرب المسيرات تتصاعد.. اتهامات متبادلة وضحايا مدنيون في قلب النزاع

حرب المسيرات تتصاعد.. اتهامات متبادلة وضحايا مدنيون في قلب النزاع

حرب المسيرات تتصاعد.. اتهامات متبادلة وضحايا مدنيون في قلب النزاع
حرب المسيرات

في خضم نزاع عسكري لم يهدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات، تتصاعد وتيرة حرب الطائرات المسيّرة بين روسيا وأوكرانيا، لتكشف عن فصل جديد من الصراع تتداخل فيه الأهداف العسكرية مع التداعيات الإنسانية، إذ تحوّلت المسيرات من أدوات مراقبة واستطلاع إلى أسلحة فعالة في استهداف العمق الاستراتيجي للخصم، مما تسبب في أضرار متزايدة على مستوى البنى التحتية ووقوع إصابات بين المدنيين على الجانبين، ووسط الاتهامات المتبادلة، تتخذ الحرب طابعًا أكثر تعقيدًا، لا سيما مع ورود تقارير تشير إلى انخراط عناصر أجنبية في ساحات القتال، ما يعكس مدى تدويل الأزمة وتوسع نطاقها الجيوسياسي، وبينما تتهم موسكو كييف بالتصعيد اليومي ضد منشآت الطاقة داخل روسيا، تشير السلطات الأوكرانية إلى تصعيد روسي لا يقل ضراوة، يستهدف المدنيين في عمق الأراضي الأوكرانية، في هذا المشهد، تغيب أي مؤشرات على هدنة قريبة، بينما تتفاقم معاناة السكان، ويزداد قلق المجتمع الدولي من اتساع رقعة الحرب.


*استهداف منشآت الطاقة*


تصاعد التوتر في الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام الماضية، مع تصاعد الهجمات المتبادلة باستخدام الطائرات المسيّرة، والتي باتت تشكّل أداة استراتيجية مركزية في معارك الاستنزاف.

روسيا اتهمت أوكرانيا باستهداف منشآت الطاقة بشكل ممنهج، مؤكدة أن الهجمات تجري "بشكل أحادي"، رغم ما وصفته موسكو بالتزامها بوقف مثل هذه العمليات.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن كييف "تضرب يوميًا" مواقع الطاقة داخل الأراضي الروسية، مؤكدة أن ذلك يُعد خرقًا لقرار روسي أحادي بوقف استهداف المنشآت الحيوية.

وزارة الدفاع الروسية بدورها أعلنت، أن كييف شنت، خلال 24 ساعة فقط، هجمتين على منشآت طاقة في مقاطعتي كورسك وزاباروجيا، ما يضعف محاولات خفض التصعيد ويهدد استقرار المناطق المتضررة.

في المقابل، شنت روسيا هجمات مضادة بطائرات مسيرة استهدفت مدنًا أوكرانية عدة، حيث أفادت مصادر محلية بإصابة 20 مدنيًا على الأقل، بينهم 14 شخصًا في دنيبروبيتروفسك وحدها، نتيجة قصف طال مبانٍ سكنية.

وتضررت خمسة أبراج سكنية شاهقة، فيما أُبلغ عن استهداف منشآت صناعية في مدينة خاركيف.

*حرب المسيرات*


في تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 158 طائرة مسيرة أوكرانية خلال ليلة واحدة فقط، في عمليات تصدٍّ للدفاع الجوي في عدة أقاليم، أبرزها كراسنودار وستافروبول وشبه جزيرة القرم. كما أُحبطت هجمات أخرى في أقاليم روسية بعيدة مثل أورينبورغ، حيث حاولت طائرات بدون طيار ضرب مطار عسكري دون أن تسفر عن أضرار أو إصابات.

ورغم تأكيد موسكو على فعالية دفاعاتها الجوية، فإن التقارير تشير إلى تصاعد الضربات الناجحة داخل الأراضي الروسية. ففي مقاطعة بيلغورود، أصيب ستة أشخاص نتيجة هجمات أوكرانية، في وقت أعلن فيه حاكم روستوف عن اعتراض مسيرات دون إصابات، ما يشير إلى استمرارية التهديد.

*جنود صينيين*


من جهة أخرى، أثار الإعلان عن اعتقال جنديين صينيين يقاتلان ضمن القوات الروسية في منطقة دونيتسك جدلًا واسعًا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد أن الجيش الأوكراني ضبط بحوزة المعتقلين وثائق رسمية وبطاقات مصرفية، في إشارة إلى ما وصفه بـ"أدلة دامغة" على تورطهم في المعارك إلى جانب الجيش الروسي.

ورغم أن أوكرانيا لم تتهم بكين بشكل مباشر بإرسال مقاتلين، فإن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، وصفت الحادثة بأنها "مقلقة"، لافتة إلى أن الصين لا تزال داعمًا سياسيًا واقتصاديًا رئيسيًا لروسيا في الحرب المستمرة.

بدورها، شددت الصين على تمسكها بـ"الحياد"، مؤكدة أنها لا تقدم مساعدات عسكرية لأي طرف.

ويأتي هذا التطور في وقت تعمل فيه كييف على تعزيز علاقاتها مع بكين، حيث عيّن زيلينسكي هذا الأسبوع سفيرًا جديدًا إلى الصين، بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأوكراني العام الماضي إلى العاصمة الصينية، في مسعى لتقريب وجهات النظر.

في الأثناء، لا تزال الجهود السياسية والدبلوماسية عاجزة عن احتواء الحرب أو وقف التصعيد، رغم تعهدات أطلقها الرئيس الأميركي السابق والحالي دونالد ترامب بإنهاء الحرب سريعًا. لكن الواقع على الأرض يكشف عجزًا في إحراز اختراق فعلي في مسار المفاوضات.