الحرب المفتوحة.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية
الحرب المفتوحة.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية
أطلق حزب الله أكثر من 100 صاروخ في وقت مبكر أمس عبر شمال إسرائيل، وسقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا، بينما شنت إسرائيل مئات الضربات على لبنان، وأعلن أحد زعماء حزب الله، أن "معركة مفتوحة" جارية، حيث بدا أن الجانبين يتجهان نحو حرب شاملة.
تبادل للقصف
وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فقد كان وابل الصواريخ طوال الليل ردًا على الهجمات الإسرائيلية في لبنان التي قتلت العشرات، بما في ذلك قائد مخضرم في حزب الله، وهجوم غير مسبوق استهدف أجهزة الاتصالات الخاصة بالجماعة. دفعت صفارات الإنذار الجوية في شمال إسرائيل مئات الآلاف من الناس إلى الفرار إلى الملاجئ.
وضرب أحد الصواريخ بالقرب من مبنى سكني في كريات بياليك، وهي مدينة بالقرب من حيفا؛ مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل وإشعال النيران في المباني والسيارات.
وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية ماجن دافيد أدوم: إن أربعة أشخاص أصيبوا.
هرع آفي فازانا إلى ملجأ مع زوجته وطفله البالغ من العمر 9 أشهر قبل أن يسمع صوت الصاروخ. ثم عاد إلى الخارج ليرى ما إذا كان أي شخص قد أصيب.
وقال فازانا: "ركضت بدون حذاء، بدون قميص، فقط ببنطال ركضت إلى هذا المنزل عندما كان كل شيء ما يزال مشتعلًا لمحاولة معرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرين".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية: إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب أربعة في ضربات إسرائيلية بالقرب من الحدود، دون أن تقول ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.
رد حزب الله
وأكدت الوكالة الأمريكية، أن الهجمات الصاروخية جاءت في أعقاب غارة جوية إسرائيلية، يوم الجمعة، في بيروت أسفرت عن مقتل 45 شخصًا على الأقل، بمن فيهم إبراهيم عقيل، أحد كبار قادة حزب الله، والعديد من المقاتلين الآخرين، والنساء والأطفال.
وكان حزب الله يعاني بالفعل من هجوم متطور تسبب في انفجار آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية قبل أيام قليلة فقط.
لكنه يواجه توازنًا صعبًا بين تمديد قواعد الاشتباك من خلال الضرب بشكل أعمق في إسرائيل. وفي الوقت نفسه محاولة تجنب الهجمات واسعة النطاق على المناطق المدنية والبنية التحتية التي يمكن أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق يفضل عدم البدء فيها وتحمل اللوم عليها.
وقال نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم: إن الهجوم الصاروخي يوم الأحد كان مجرد بداية لما أصبح الآن "معركة مفتوحة" مع إسرائيل.
وتابع قاسم في جنازة عقيل: "نعترف بأننا متألمون. نحن بشر. ولكن كما نتألم - فسوف تتألمون أيضًا".
وتعهد بأن يواصل حزب الله العمليات العسكرية ضد إسرائيل دعماً لغزة، لكنه حذر أيضًا من الهجمات غير المتوقعة "من خارج الصندوق"، مشيرًا إلى الصواريخ التي أطلقت على عمق أكبر داخل إسرائيل.
في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، أعلن حزب الله عن سلسلة من الضربات على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل بالصواريخ والقصف المدفعي، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك أي إصابات أو أضرار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن إسرائيل ستتخذ أي إجراء ضروري لاستعادة الأمن في الشمال والسماح للناس بالعودة إلى منازلهم.
48 ساعة تصعيد
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه في تصعيد هو الأعنف منذ عام تقريبًا، شهدت الساعات الـ 48 الأخيرة اشتباكات نارية مكثفة بين إسرائيل وحزب الله، حيث أطلقت الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران صواريخ أعمق داخل الأراضي الإسرائيلية أكثر مما تم تسجيله سابقًا.
وتابعت: ان التصعيد جاء بعد موجات انفجار واسعة على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث شهد لبنان هجمات مفاجئة عندما انفجرت أجهزة "البيجر" وأجهزة اللاسلكي في عدة مناطق، بما في ذلك العاصمة بيروت ووادي البقاع، وهي مناطق تعتبر معاقل لحزب الله.
الهجمات أسفرت عن مقتل 39 شخصًا، وفقًا لتصريحات وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.
سيناريوهات التصعيد
وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، اشتبك حزب الله وإسرائيل بانتظام. على الرغم من أن كلا الطرفين بدا وكأنهما على حافة صراع واسع النطاق، إلا أن المخاوف من اندلاع حرب شاملة ظلت قائمة.
وأضافت أنه مع ذلك، فإن الهجمات الأخيرة بين الطرفين غير مسبوقة في شدتها، مما أثار قلقًا متزايدًا من احتمال توسع النزاع ليشمل المنطقة بأكملها، خاصة مع تدخل الولايات المتحدة كحليف رئيسي لإسرائيل.
وأوضحت، أنه على الرغم من أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أعلن سابقًا أنه لا يرغب في إشعال حرب إقليمية شاملة، إلا أن الضغط قد يزداد على الحزب للتحرك بعد الانفجارات والهجمات الإسرائيلية المتواصلة.