من نيويورك إلى غزة.. الإمارات تقود الجهود العالمية للتهدئة والسلام في الأمم المتحدة
من نيويورك إلى غزة.. الإمارات تقود الجهود العالمية للتهدئة والسلام في الأمم المتحدة
مع انطلاق الدورة الـ79 من المناقشات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، من المتوقع أن تهيمن القضايا العالمية الرئيسية مثل الحروب في غزة وأوكرانيا والسودان، بالإضافة إلى التغير المناخي على جدول الأعمال، حيث ترى الإمارات أن حل هذه الأزمات يمثل أولوية، حسبما نقلت مجلة "ذا ناشونال" الدولية.
جهود إماراتية
وفي هذا السياق، شدد محمد أبو شهاب، الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على أهمية إيجاد حلول لهذه الأزمات وتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من النزاعات.
وقال أبو شهاب: "تعد الأزمات الجيوسياسية أحد أولويات دولة الإمارات التي ستظل في صدارة المناقشات الدولية"، مشيرًا إلى أن الجهود يجب أن تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وأن الإمارات ملتزمة بدعم التهدئة والحوار والحلول السلمية للنزاعات.
وأضاف: أن الإمارات، سواء خلال عضويتها في مجلس الأمن أو خارجها، كانت دائمًا صوتًا براغماتيًا ومبدئيًا في الأمم المتحدة، وتابع: "لقد أثبتنا أننا متمسكون بمبادئنا بحيث يعرف الناس تمامًا موقفنا، ولكننا أيضًا مرنون بما يكفي للعب دور إيجابي وبناء في بناء الجسور".
كما أكد السفير الإماراتي على البعد الإنساني في أولويات بلاده، مشيرًا إلى أن الإمارات تعد واحدة من أكبر المساهمين في المساعدات العالمية.
وأوضح أن التحدي يكمن في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وأضاف أبو شهاب: "علينا الاستفادة من آليات الأمم المتحدة لضمان احترام القانون الإنساني الدولي ووصول المساعدات إلى من يحتاجها."
حرب غزة والسودان
وفيما يتعلق بأزمة غزة، وصف السفير الوضع بأنه "لا يُحتمل"، وجدد دعوة الإمارات لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى حل الدولتين، كما أبدى دعمه لعضوية فلسطين الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة الاعتراف بها "مثل أي دولة أخرى".
وحول الوضع في السودان، أكد أبو شهاب أن السودان "جزء لا يتجزأ من منطقتنا"، محذرًا من أن ما يحدث هناك قد يؤثر على جيرانه وعلى منطقة القرن الإفريقي وخارجها.
وشدد على موقف الإمارات المستمر بضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وضمان مرور آمن وسريع ومستدام للمساعدات الإنسانية، والانخراط في محادثات السلام بنية حسنة لتحقيق الانتقال إلى حكم مدني.
وبعيدًا عن الأزمات السياسية، يظل التنمية المستدامة أحد المحاور الرئيسية لدولة الإمارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أزمة المناخ
وأوضح السفير، أن الإمارات ستمضي قدمًا في تعزيز اتفاقيات المناخ، وخاصة بعد النجاح غير المسبوق لقمة كوب 28 التي استضافتها دبي.
وأشار إلى أن الإمارات تتطلع لمواصلة العمل في هذا المجال، وخاصة في مؤتمر المياه المقرر عقده في عام 2026، والذي يهدف إلى تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
وأوضح أن المؤتمر سيلعب دورًا حيويًا في تسريع العمل العالمي بشأن قضايا المياه في ظل مواجهة العالم لضغوط متزايدة نتيجة تغير المناخ والنمو السكاني ونقص الموارد.
وتشير تقارير الأمم المتحدة، إلى أن ربع سكان العالم لا يحصلون على مياه شرب آمنة، بينما يفتقر نصفهم إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية.