كيف أفسدت تركيا وقطر منطقة الشرق الأوسط بالثورات الوهمية

كيف أفسدت تركيا وقطر منطقة الشرق الأوسط بالثورات الوهمية
صورة أرشيفية

قبل ١٠ أعوام اندلعت شرارة ثورات الشعوب العربية الغاضبة من حكمها ولم تترك قطر وتركيا الفرصة فأشعلا الغضب الجماهيري ونشرا الفوضى بهدف تمكين الإسلاميين والسيطرة على دول الشرق الأوسط، وفشلت مخططاتهما في مصر والسودان وتونس ونجحت في ليبيا واليمن وسوريا.


أسطورة الربيع العربي

تعززت العلاقات القطرية التركية للمرة الأولى في عام ٢٠١٠ بعد اندلاع الثورة في تونس، والمرة الثانية عام ٢٠١٧ بعد قرار الرباعي العربي مقاطعة قطر.


وبحسب صحيفة "مودرن دبلوماسي" الأميركية، فإن شرارة الاحتجاجات التي اندلعت في تونس ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ومن أجل مزيد من الديمقراطية، اشتعلت أكثر بسبب إستراتيجية التضليل الإعلامي لشبكة الجزيرة الفضائية المملوكة لتميم بن حمد آل ثاني حاكم قطر، وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات في ليبيا ومصر وسوريا واليمن، ومن هنا بدأت أسطورة "الربيع العربي" بسبب قناة الجزيرة، وقصر النظر السياسي والسطحية التحليلية لوزارة الخارجية الأميركية، التي كانت تقودها آنذاك هيلاري كلينتون. 


وكانت الجزيرة هي التي ألهبت الساحات والشوارع والعقول في كل العالم العربي والإسلامي، داعية إلى التمرد ضد "الطغاة" وغرست في الغرب وفي وسائل الإعلام الأوروبية الأميركية فكرة أن الديمقراطية كانت وراء التمرد.


تمكين الإخوان

وبعد مرور عدة أعوام أدرك العالم أن الصورة لم تكن كما نقلتها الجزيرة، وأن ما حدث كان محاولة لتمكين جماعة الإخوان من السلطة في المنطقة.


وفي هذه الفترة تطورت العلاقات بين تميم بن حمد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، فتولي الإخوان لمقاليد الحكم في المنطقة العربية يجعل تركيا وقطر اللاعبين الرئيسيين الجدد في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.


ودفع هذا الاحتمال تركيا وقطر إلى دعم صعود الإخواني محمد مرسي، إلى الرئاسة المصرية في عام 2012 والتدخل بشكل مكثف في الأزمة السوري عسكرياً ومادياً، فضلاً عن الدعم الدعائي الدائم ضد الحكومات.


تراهن تركيا وقطر على سقوط الرئيس بشار الأسد وتحويل سوريا إلى جمهورية إسلامية يمكن أن تدعم دور تركيا المهيمن الجديد في المنطقة، بدعم مالي من دولة قطر الغنية جدًا.


فشل المخطط

ولكن لا تسير الأمور كما هو مخطط لها؛ حيث تحطمت أحلام مرسي و"الإخوان المسلمين" في مصر عام 2013، وفشلوا في مواجهة رد فعل الجيش بقيادة اللواء عبدالفتاح السيسي، بينما في سوريا -بفضل التدخل الروسي- لا يزال الأسد "مسيطراً" حتى لو كان على أنقاض بلد دمرته حرب أهلية شرسة لا معنى لها تسببت في مقتل مئات الآلاف بين المدنيين وهروب أكثر من مليون لاجئ.


وقالت الصحيفة: إن الذي لعبته تركيا وقطر في اضطرابات الشرق الأوسط وطموحات الحليفين في تولي القيادة والتفوق في المنطقة الأكثر حساسية في العالم، يقودنا إلى الموعد الثاني المهم في العلاقات بين أردوغان وآل ثاني.


وفي الخامس من يونيو 2017، وهو اليوم الذي قطعت فيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وبعد أيام قليلة وجهوا إنذاراً قاسياً لقطر لتقليص العلاقات مع "الإخوان المسلمين" وإغلاق القاعدة العسكرية لطارق بن زياد، المحتلة منذ عام 2014 من قبل فرقة من القوات المسلحة التركية.


والمثير للدهشة أن هذه الدول، على أي حال، تُركت وحيدة، باستثناء روسيا وفرنسا ومصر وإسرائيل، في مواجهة محور إسلامي يتوقع أن يستمر في التحرك دون إزعاج إلى الحدود الجنوبية لأوروبا وإيطاليا.